أبو الحسن علي النوري (1643 – 1706)
هو العلامة الفقيه المصلح المحقق المعلم الشيخ أبو الحسن علي بن سالم بن محمد بن سالم بن بن سعيد النوري ولقبه الأصلي شطورو ثم اشتهر بالنوري وهو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس.
ولد بصفاقس سنة 1643 من أسرة متواضعة الامكانيات حفظ القرآن طفلا وبعد تجاوزه سن العاشرة درس على شيوخ صفاقس كأبي الحسن الكراي والحسن الشرفي.
ارتحل إلى تونس طالبا العلم سنة 1658 ودرس بجامع الزيتونة المعمور مدة 6 سنوات وتتلمذ على مشايخها الكبار على غرار عاشور السمطيني وسليمان الأندلسي ومحمد القروي. نال استحسان شيوخه ثم شد الرحال إلى مصر سنة 1663 ليدرس في الأزهر الشريف وانكب على انتهال المعرفة فقرأ القراءات على الشيخ علي الشيراملسي ومحمد الأفراني الذين يتصلون بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ الفقه عن الإمام المالكي محمد الخرشبي وابراهيم الشبرخيتي وقرأ الحديث عن إبراهيم المأموني ونال الإجازات الواحدة تلو الأخرى حتى أثار إعجاب معلميه وزملائه حتى أطلقوا عليه لقب النوري.
رجع إلى صفاقس بعد أن حج سنة 1667 فحول منزله إلى مدرسة لنشر علمه وتعليم الناس وتتكون من مسجد تقام به الصلاة وتلقى به الدروس وفي حجراته وغرفه يسكن الطلبة المتوافدين من جهات البلاد فساهم بشكل كبير في إحياء علوم الإسلام حتى ذاع صيته وارتفعت مكانته بين الناس كما ترفع عن المناصب وبذل من ماله لصد هجمات القراصنة الغزاة في ذلك الوقت وأفتى في الجهاد في سبيل الله حتى كان النصر من حليف المسلمين.
ومن مدرسته تخرج العديد من الشيوخ الأجلاء: محمد بن المؤدب الشرفي وعلي المؤخر ومحمد المكي وبوعبيد الله السيالة وإبراهيم المزغني وإبراهيم الجمل وأحمد النوري.
له العديد من المؤلفات القيمة منها: المقدمة النورية، غيث النفع في القراءات السبع ،تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين، أدعية ختم القرآن، المناسك، معين السائلين، الأوقات والقبلة…
ومن مخطوطاته: أسئلة في القراءات، ثلاثة رسائل في تحريم الدخان، العقيدة النورية…
توفي عن سن 65 سنة يوم الجمعة 25 جوان 1706 ودفن بالمقبرة التي خصصها من أراضيه لدفن أموات المسلمين.