إيضاح في تاريخ : تسمية النادي التونسي «النادي الرياضي الصفاقسي» .. وألوان بدلته
.
نبذة من تاريخ صفاقس
احتلت القوات الفرنسية في 16 جويلية 1881مدينة صفاقس بعد معركة شرسة وتصفية جسدية لما يقارب 900 شهيدا في ظرف ثلاثة أيام فقط دفاعا عن الوطن وعن مدينة صفاقس. افتك الاستعمار الفرنسي عنوة أربعة سناجق للزوايا الصفاقسية التي كانت تحاربه، كما استولى على مفتاح باب الديوان وكاتب القرآن للجامع الكبير للمدينة.
هذه السناجق تعرض حاليا بالمتحف الحربي بفانسان بضاحية باريس، ويظهر مليا أن الألوان الطاغية لهذه السناجق هي الأحمر والأخضر والأصفر.
نبذة من تاريخ تونس
كانت بايات الدولة الحسينية بتونس تعتمد على اللون الأحمر والأصفر والأخضر كركيزة لشعارها. أما سنجق الباي فكان يتكون من اللون الأحمر والأخضر، وكان يرفرف فوق قصر باردو والقصبة من سنة 1840 إلى غاية 25 جويلية 1957 تاريخ نهاية البايات.
نبذة من تاريخ كرة القدم بتونس
خلال فترة الأولى للاحتلال الفرنسي كانت المبارات الرياضية تنظم وفقا للانتماءات العرقية والدينية. كان النادي الرياضي لكرة القدم للسكك الحديدية بصفاقس يشمل يهود ومسيحي الجهة لا غير. أمام إقصاء المسلمين من تلك النوادي الرياضية فكّر أهل صفاقس في بعث فريق يضم مسلمي الجهة. بعد محاولة أولى سنة 1912 ثم محاولة ثانية اجهضت في سنة 1922 بفريق سمي LA MUSULMANNE DE SFAX.
نشأة النادي التونسي “النادي الرياضي الصفاقسي”
تقدم الصحفي بجريدة LA TUNISIE NOUVELLE السيد زهير العيادي في سنة 1925 بمطلب لإعادة بعث نادي رياضي لكرة القدم بمدينة صفاقس. بعد ثلاث سنوات من المماطلة سمحت السلطات الفرنسية في 28 ماي 1928 تكوين فريق لكرة القدم بمدينة صفاقس. سمى السيد زهير العيادي مولوده الجديد “النادي التونسي” وذلك حرصا منه أن يكون هذا الفريق ملما وشاملا لكل التونسيين المسلمين الذين أقصاهم الاستعمار من الرياضة. لا ننسى أن زهير العيادي كان رئيسا لجريدة LA TUNISIE NOUVELLE التي تهتم بالشأن الوطني عامة رغم أنها تصدر بصفاقس.
تأكيدا منه على وطنيته فقد اختار السيد زهير العيادي لون بدلة فريقه الأخضر والأحمر إما للتذكير بأحدى سناجق صفاقس التي استولى عليها الاستعمار الفرنسي، – اللون الأحمر والأصفر فقد اختاره بعد في سنة 1920 السيد الشاذلي زويتن لفريقه الترجي الرياضي التونسي-، فلم يتبقى للسيد زهير العيادي إلا اللون الأخضر والأحمر، التي تلون في نفس الوقت سنجق الباي. هل يمكن القول أن زهير العيادي كان يرمز لإنتمائه إلى وطن معين هو تونس، وحاكم نصير إلى دينه وهويته هو الباي.
يتابع : كيف تغير اسم النادي التونسي بالنادي الرياضي الصفاقسي وكيف تغيرت بدلته من اللون الأخضر والأحمر إلى الأبيض والأسود ؟
بقلم الدكتور فاروق الشعبوني