استقلال صفاقس سنة 1059
بعد خروج الفاطميين من افريقية و انتقالهم إلى مصر، تأسست دولة بربرية موالية لهم هي الدولة الصنهاجية سنة 973 و كانت عاصمتها القيروان. أعلن البربر بعد ذلك استقلالهم من الشيعة و عادت البلاد إلى المذهب السني. عزم الفاطميون على الانتقام فوجهوا قبائل بني هلال و أباحوا لهم غزو البلاد و كان ذلك سنة 1050. وسقطت و خربت مدينة القيروان وانتقل أميرها المعز بن باديس إلى المهدية.
في ذلك العهد أولى المعز بن باديس قائدا من قواد جيشه واليا على صفاقس وهو منصور البرغواطي سنة 1059 إلا أن الأخير طمع في السلطة وأنكر النعمة وخان الأمانة وأعلن الانفصال عن الدولة واستقلال صفاقس في نفس السنة أي سنة 1059 ثم تحالف مع القبائل المخيمة حول المدينة واخذ يتجهز لغزو المهدية إلا أن طموحه اضمحل لما اغتيل من قبل ابن عمه حمو بن مليل البرغواطي لما كان يستحم بحمام “السلطان”.
استولى حمو بن مليل على حكم صفاقس وانتهج منهج ابن عمه وأعلن عن إمارة صفاقس وسمى نفسه ” أبا المنصور فخر الملك ” وعرف حكمه العديد من الاضطراب والحروب مع الأعراب و المهدية و السلطة المركزية مدة 40 سنة.