تاريخ بناء سور صفاقس
ذكر في كتاب معالم الإيمان لابن الناجي أن السور قد بني في عهد أبي إبراهيم أحمد بن الأغلب (856م ـ 863م) سنة 245ه (859م) و ذكر اللبيدي أن من قام ببناء السور هو علي بن سالم البكري وهو ابن الإمام سحنون بالرضاعة وهو صاحب جبنيانة أولي قضاء الساحل وصفاقس وقام ببناء السور والجامع بالطوب.
فإذا كانت مدة تولي علي بن سالم القضاء بين 234ه ـ 236ه (848م ـ 850 م) و وتولي الإمام سحنون من 243ه الى 240ه (848 م ـ 854 م) هذا يعني أن سور صفاقس قد بني بين 848م و850م. وقد أجمعت أهم المصادر أنه شيد بالطوب حوالي سنة 849م وقد أمر ببنائه محمد بن الأغلب (840م ـ 856م) قبل أن يتم تجديده بالحجارة والكلس سنة 859م والطوب يعني الطين المجفف. وأن الحجارة التي بني بها السور تم جلبها من مكان بعيد ويفند نظريات بنائه على أنقاض آثار رومانية أو غيرها.
ومن أجل أن يبقى السور في حالة جيدة لحماية المدينة والدفاع عنها وجب الاعتناء به وترميمه وتجديده بفضل الصدقات وأموال أهل البر والإحسان فتم تخصيص أحباس كثيرة يقوم عليها وكيل السور ويكون من أهل العلم والتقوى.
كما جدد السور وباب الجبلي في عهد السلطان الحفصي أبو فارس الحفصي وتمت الزيادة في ارتفاعه عل مراحل.
بفضل هذه العناية بقي سور صفاقس في حالة جيدة رغم ما مرت به من اضطرابات وحروب. ويعتبر اليوم من أجمل الأسوار الإسلامية وأكملها في تونس وأقدم الأسوار في المغرب العربي عل الإطلاق.