أبو إسحاق إبراهيم الجبنياني: شيخ جبنيانة (892م – 980م)
هو إبراهيم بن أحمد بن علي بن سالم البكري جده علي مؤسس جبنيانة وباني صفاقس وقاضي الساحل وصفاقس من أصحاب الإمام سحنون بن سعيد أبوه أحمد الذي ولاه الأغالبة خراج إفريقية كان من أهل الأدب والسياسة إلى أن ارتفع شأنه.
ولد في القيروان سنة 892م وترعرع في بيت لها مكانة كبيرة في الدولة الأغلبية. تعلم القرآن واللغة ثم انتقل مع أبيه للعيش في جبنيانة وتتلمذ عن الشيخ بن عاصم من قرية أسباط. وبعد سقوط الدولة الأغلبية سنة 909م كان هو وأبوه مطلوبين من السلطة الفاطمية الشيعية فصادرت أملاكه ومنازله وبقي الشيخ أبو إسحاق هاربا من بلدة إلى بلدة مجدا في طلب العلم والعبادة والزهد بين الساحل والقيروان. كما سافر إلى الحجاز للحج وطلب العلم وإلى الشام وبغداد الدولة العباسية ثم عاد إلى وطنه وقرر الاستقرار في قرية جبنيانة وقد سأله ابنه الطاهر عن سبب ذلك فقال:” لقد أردت أن يخلد الله لها ذكرى لأنني رأيتها من أقل القرى ذكرى وشهرة”.
عاش أبو إسحاق إبراهيم الجبنياني بقية عمره في جبنيانة وكان بسيط المأكل والملبس زاهدا منصرفا في نشر علمه وكان يقصده العلماء من شتى البلاد للتعلم منه المذهب المالكي الذي تمسك به الشيخ .
ذاع صيته في واشتهرت معه قرية جبنيانة إلى أن توفي سنة 980م ودفن في مقبرة جبنيانة وتكونت بمرور الزمن زاوية أبي إسحاق الجبنياني والتي لعبت كبيرا في نشر العلم الديني بالجهة.
يعتبر الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الجبنياني أحد أهم علماء المالكية قام بدور هام في ترسيخ تعاليم المذهب المالكي السني في البلاد في زمن كانت فيه الدعوة الشيعية التي وصلت إلى السلطة في أوجها. كتبت عنه عديد الكتب منه ” مناقب أبي إسحاق إبراهيم الجبنياني” لأبي القاسم عبد الرحمان اللبيدي وهو أحد تلاميذه.
موقع مقام أبي اسحاق الجبنياني