الخطوبة التقليدية في صفاقس
تدخل الخاطبات ليقمن بالخطبة بعد إعلام أهل البيت بأنهن منعوتات لخطبة ابنة فلان ولا يقدمن أنفسهن إلى أصحاب البيت. وبدون انتظار ولا مضيعة للوقت يطلبن بأدب إخراج الفتاة. فيتم إخراج أكبر البنات سنا إذا كان في البيت أكثر من واحدة دون أن يقدم إليهن أي نوع من المأكولات أو المشروبات. تخرج الفتاة إليهن ف استحياء فينظرن إليها نظرة تفحص للحكم عليها إجماليا معنى ذلك هل هي حسب المواصفات أم دون ذلك.
فإذا ما جاء التقييم الأولي ناجحا ويعبر عن ذلك وفق إشارات معينة يقع التفاهم حولها قبل الدخول إلى منزل المخطوبة. ومن عاداتهن أن تقوم إحداهن برفع يدي العروسة وتقترب منها حتى تلتصق بجسمها التصاقا لشم الإبط والفم وتدعوها أخرى إلى جلب شربة ماء في لطف لترى مشيتها وسماع صوتها لما تقول ” بالشفاء “(1)ثم يغادرن المنزل دون أن ينبسن بكلمة باستثناء ” ربي يقوي سعيدها “ويمكن أن يقمن في نفس اليوم بخطبة أكثر من واحدة إذا الوقت يسمح بذلك ووفق البرنامج المحدد مسبقا وبعد الانتهاء من الخطبة يطرقن العنان لألسنتهن للتعليق والحكم والاستشارة. ويقفلن راجعات إلى منطلقهن. وعند العودة يقدمن التقرير النهائي للشاب وإبلاغه بكل التفاصيل إما العودة لطلب إحداهن أو إعادة الكرة مع أخريات إلى أن يجدن ضالتهن في بنت الحلال والحسب والنسب والتي تستجيب للمواصفات ويمكن أن تتواصل العملية ردها من الوقت يفوق السنة أو أكثر.
(1) أيام صفاقسية