المرأة الحامل في المجتمع الصفاقسي
إن المجتمع الصفاقسي قديما اعتنى بالمرأة الحامل اعتناء خاصا من حيث غذاؤها وعملها أو من حيث مراعاة جانبها النفسي فلا يمنع عنها شيئا بل تصبح لها الحرية المطلقة في التشهي وعلى المجتمع أن يلبي كل شهواتها فتذوق الحامل من كل شيء رأته أو شمته أو حدثت به أو رأته في المنام ….
ومن الأمثال الشعبية ” الحبلى عارة ” وعبارة عارة ليس للتحقير أو الاستهجان وإنما للتدليل على أن شهواتها غريبة فليس هي التي تشتهي بل الجنين من يفعل ذلك وكان قولهم ” شهوة الحبالى في الليالي ” للتعبير عن الشيء العسير المنال كأن تطلب إحداهن ثمارا في غير موسمها أو غلالا في غير بلادها.
فالحامل لها مطلق الحرية بأن تطلب ما تشتهيه وإن كان غريبا على أن لا تحك جسدها إن شاهدت شيئا خوفا من الوحمة وخصوصا تجنب حك الوجه حتى لا يصيب صبيها التشوه إلى جانب إخفاء المظاهر الغريبة التي تندهش لها مثل ذوي العاهات والتشوهات أو حتى الحيوانات غير المألوفة فإذا صادف أن رأت ذلك تقلب لسانها في فمها أو يحرقون لها جزءا من ثوبها حتى لا تأتي الوحمة كما يجنبونها الأخبار المفزعة ويحرصون على عدم إفزاعها عند النوم.
كما يمنعون عنها مضغ اللوبان لاعتقادهم أنها تضخم المشيمة ويحرصون ان تتناول التمر في الشهر التاسع لماله أثر في تسهيل الولادة لعلاقة ذلك بمريم وأكلها الرطب عند ولادة عيسى عليه السلام