محطات “التاكسيات” في صفاقس : اكتظاظ وفوضى
من المشاكل التي لا يزال يعاني منها متساكنو ولاية صفاقس أي مدينة المليون ساكن نجد مشكلة النقل والمتمثلة في رداءة البنية التحتية وما انجر عنها من ضيق للطرقات والشوارع والأنهج ومن غياب للطاقم اللوجيستي من حافلات ومن وسائل نقل خاصة حتى أن حلم المترو الخفيف أصبح من أحلام الماضي التي يصعب تحقيقها وهو ما أدى الى ضجر الصفاقسي من هذه المدينة ومن خدماتها التي باتت تثقل كاهله.
ومن المآسي التي لا تزال تعيش على وقعها هذه المدينة ما جد منذ أيام بمحطة باب الجبلي للنقل العمومي والخاص حيث شهدت المحطة حالة من الهلع والفوضى نتيجة غياب النقل الخاص والعام إذ تجمع الآلاف من المواطنين في كل شبر من المحطة وهم يتوسلون سواق الحافلات والتاكسيات لنقلهم الى منازلهم وبالرغم من الالحاح لم يجد الاّ القليل من المحظوظين مكانا في أحدى سيارات الاجرة وهو ما زاد في ضجر المواطنين وفي الطين بلة وأدى ببعضهم الى اعلاء صوته والنطق بالكلام البذيء والنابي وبسب الجلالة مرارا وتكرارا وبحديث «الصباح» مع بعض المتواجدين في المحطة الذين وجدوا في جريدتنا المتنفس الوحيد لإيصال صوتهم للمصالح المختصة « نددوا بمثل هذه الممارسات التي تتحمل مسؤوليتها الشركة الجهوية للنقل بصفاقس كدرجة أولى وكدرجة ثانية أصحاب سيارات الأجرة والغرفة النقابية الخاصة بهم مشيرين أن جل سواق سيارات الأجرة يرفضون حمل المواطنين الى مقر سكناهم خاصة في وقت الذروة مبينين أنه حتى في صورة قبولهم نقلهم فأنهم يقومون بسن تعريفة تفوق الخيال مبينين أن ثمن نقل الشخص الواحد يعادل دينارا ومائة مليم مثلا فأن الثمن يتضاعف مرتين متسائلين في نفس السياق على سبب هذا التدهور المتواصل ولماذا مدينة صفاقس بالأساس لا تزال تعيش هذا التهميش وهذا الفساد» .والأمّر من ذلك ما قام به بعض المواطنين والذين عمدوا لاستعمال سياراتهم الخاصة محاولين تعويض وسائل النقل حيث قاموا بنقل العديد من المواطنين المتواجدين بالمحطة والذي أعياهم الانتظار -ليس رحمة على الوالدين- وانما بثمن دينارا للشخص الواحد .فمن يوقف هذه المهازل؟
علي البهلول / الصباح