حتى يشعر أهل صفاقس بالمواطنة الحقيقية
من حسن الحظ والقدر أن تمن على صفاقس جمهورية الصين الشعبية الصديقة بهبة 50 مليارا لإنجاز مشروع المستشفى الجامعي الثالث نظرا لما يعرفه المستشفيان الجامعيان الهادي شاكر والحبيب بورقيبة من ضغط وتداع لبعض المرافق فيهما سواء بالتقادم أو الأعطاب…
هذا الخبر كان مفرحا ومحزنا في الآن نفسه بالنسبة إلي لاعتبارات التالية:
طبعا ككل مشروع كبير يعتبر إضافة للبنية التحتية ومساهمة فعالة في توفير خدمة صحية مقبولة للمواطنين كما يكون عاملا إيجابيا في الإرتقاء بها نحو الأفضل وهذه عوامل مفرحة دون شك …
ولكن الإحساس بالحزن يعود إلى أن هذا المشروع كغيره من المشاريع الهامة والمبرمجة للجهة منذ سنوات لم يعرف الإنجاز لأن الاعتمادات لم تتوفر بالقدر الكافي والزمن المحدد من ميزانية الدولة لذلك أجل مرارا وربما يتواتر التأجيل لعجز الدولة حاليا على ذلك وفي الحال أن إنجازه حق وواجب وليس عطية من العطيات وبالتالي نشعر وكأننا في جهتنا خارج الخريطة ودورنا يقتصر على دفع الضرائب والأتاوات دون أن يكون لنا نصيب من التنمية وهذا ما يحز في النفس والحال أن نصيبنا ينبغي أن يكون على قدر مساهمتنا في تمويل ميزانية الدولة من مداخيل النفط والغاز والإنتاجات الفلاحية والصناعية والمساهمات الفردية من باب الضريبة على الأشخاص والمشاريع…
إن المتأمل في الإنجازات في البنية التحتية والمشاريع الكبرى التي تتحقق في تونس العاصمة مثلا أرى أنها تفوق بكثير وكثير من مساهماتها في ميزانية الدولة حسب تقديري طبعا حيث أنها تستأثر بنصيب الأسد ويكفي أن نقارن بينها وبين المدينة الثانية نرى أن البون شاسع ولا مجال للمقارنة. فلماذا لا يتم الحد من هذا اللاتوازن ونطبق مبدأ التمييز الإيجابي؟
وهل مبادرات أبناء الجهة في بعث المشاريع يمكن أن تعوض دور الدولة في القيام بواجبها تجاه الجهة في مستوى المشاريع الكبرى والبنية التحتية لتحسين جودة الحياة حتى نشعر بالمواطنة الحقيقية ولا ننتظر الهبات لإنجاز مشاريعنا الجهوية.
محمد العش