صفاقس : بعد تسلمهم مهامهم .. ماذا أعد النواب للجهة وأهاليها ؟
الأسئلة التي تطرح اليوم في كامل تراب الجمهورية وخاصة في صفاقس منصبّة على مستقبل البلاد وبعد أن تم إسدال الستار على الانتخابات التشريعية والرئاسية بدأ الحديث يكثر في صفاقس عن النواب المنتخبين وماذا أعدوا لمدينتهم وهل سينجحون في تبليغ مشاكلها وما تعانيه من خلل في العديد من المرافق على غرار الصحة والبيئة والبنية التحتية والتلوث البيئي والشاطئي، فعن دائرة صفاقس 1 ترشحت حركة النهضة بثلاثة مقاعد ضمت فتحي العيادي وسلاف القسمطيني وسليم بسباس فالنهضة مثلا أخذت على عاتقها إشكالية البنية التحتية التي تشكو منها مدينة صفاقس أما حركة نداء تونس فقد تحصلت على مقعدين وكانا من نصيب محمد الهادي قديش وسماح دمق والذين بدورهما أشارا في مناسبات سابقة أنه سيتم السعي لبناء محولات وجسور بصفاقس لتكون من المدن الكبرى من حيث بنيتها التحتية والمعمارية كما كان للجبهة الشعبية مقعد في دائرة صفاقس 1 مثله شفيق العيادي والذي كان يتحدث عن الاستثمار والاقتصاد الذي سيتحقق في صورة ترشح الجبهة في التشريعية وكان آخر مقعد من نصيب التيار الديمقراطي في ممثل القائمة نعمان العش الذي أشار إلى إمكانية الوصول بصفاقس نحو المصافات العالمية بجعلها مدينة منفتحة على جميع المجالات والاتجاهات.
وبالنسبة لدائرة صفاقس 2 والمتحصلة على تسعة مقاعد فقد فازت حركة نداء تونس بنصيب الأسد فيها من خلال فوزها بأربعة مقاعد والتي ألت إلى رجل المال والأعمال منصف السلامي والى هاجر العروسي واسماعيل بن محمد وفاطمة المسدي ولا يخفى على الجميع أن منصف السلامي من أهم رجال الأعمال بمدينة صفاقس وقد أشار أنه سيتخذ سياسة الإصغاء لا للإقصاء من خلال تشجيع الشباب وأصحاب الشهائد العليا على الاستثمار والارتقاء بالمناطق النائية التابعة لولاية صفاقس وكان أيضا لحركة النهضة نصيب من دائرة صفاقس 2 بحصولها على ثلاثة مقاعد الأول كان لرجل المال والأعمال محمد الفريخة والذي يعتبر من كبار رجال الأعمال في تونس ويتصدر مراتب محترمة عربيا وعالميا في سوق الاقتصاد والذي أكد بدوره أنه محتك بالشرائح الاجتماعية بصفاقس ويعرفها جيدا وسيكون من السباقين في إصلاح عاصمة الجنوب تلته كلثوم بدر الدين وبدر الدين عبد الكافي فيما وزعت المقاعد الثلاثة على كل من محمد انور العذار عن حزب آفاق تونس ومحمد أحمد الشفي عن التيار الديمقراطي وسعاد الشفي عن الجبهة الشعبية..
فهل سيتطابق قول النواب مع فعلهم ؟ وهل سيتمكنون من تحقيق ما وعدوا به أهاليهم أم ستكون تلك الوعود مجرد مغالطات قصد استقطاب أكثر عدد ممكن من الأصوات ومن المناصرين؟ وهل بالفعل ستتحول مدينة صفاقس إلى عاصمة أوروبية لها نفوذها الاقتصادي والمالي والسياحي والسياسي والثقافي الاجتماعي خلال الخمس سنوات المقبلة أم ستتراجع نحو الأسوأ لتحتل المراتب المتأخرة في جل المجالات؟..وأي شكل لمساهمة النواب سنة 2016 في احتفالات صفاقس كعاصمة للثقافة العربية حيث ستكون محل متابعة المئات من القنوات والفضائيات الأجنبية والعربية وماذا سيعدون لسنة 2021 في صورة احتضان مدينتهم ألعاب البحر الأبيض المتوسط وكيف سيستعدون إليها هل بالتصفيق أم بالفعل والتطبيق ووضع الخطط والبرامج الأساسية لإنجاح التظاهرات وجعل المدينة قبلة للأنظار بعد تهميش ذاقت الويل منه طوال سنوات من الجمر والإقصاء؟
علي البهلول / الصباح