إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت : نداء صفاقس
بالرّغم من أنّنا، على ما يقال، دخلنا في عهد الجمهوريّة الثّانية التي يُفْتَرَضُ أنّ طرائق سيرها وتسييرها تختلف عن طرائق سير وتسيير الجمهوريّة الأولى، أريد أن أتوجّه إلى رئيس الجمهورية، ومؤسّس “نداء تونس”، بـنداء أسمّيه “نداء صفاقس” التي أعتقد أنها باتت في حاجة ماسّة إلى شيء من اهتمامه حتى تتمكن من استحثاث التحضيرات اللازمة لاحتضان تظاهرة “صفاقس عاصمة للثقافة العربية سنة 2016” في ظروف لائقة، وذلك من منطلق الإيمان بأنّ نجاحها في تنظيم هذه التظاهرة سيكون نجاحا لتونس بأسرها، وبأنّ الإخفاق فيه سيكون إخفاقا لتونس بأسرها، وما أحوج تونس إلى القطع مع الإخفاقات المتلاحقة التي عرفتها على امتداد سنوات ما بعد “الثورة”.
ولست أدري هل بلغ إلى علم رئيس الجمهورية أن التأخّر الكبير في التحضير لهذه التظاهرة اضطرّ هيئتها التنفيذية إلى اتخاذ قرار اختصار مدّتها من سنة إلى نصف سنة فقط، حيث أعلنت الهيئة خلال اللقاء الذي عقدته مساء يوم السبت 04 جويلية 2015 (أي مساء الإعلان عن حالة الطوارئ) مع ثلّة من المثقّفين ورجال الفكر والإعلام للتداول بشأن برنامج التظاهرة، أن الافتتاح لن يتمّ إلا خلال شهر جويلية 2016 وليس في مطلع السنة مثلما جرت بذلك العادة، وهو ما يحتّم إعادة تسمية التظاهرة لتصبح “صفاقس عاصمة للثقافة العربية نصف سنة 2016” وليس سنة 2016.
على أن الأدهى من ذلك هو أن نجاح التظاهرة لن يكون مضمونا رغم اختزال مدّتها وتأخير موعد انطلاق فعالياتها إذا استمرّ التحضير لها بالنسق البطيء الراهن، ولذلك فإن الهيئة التنفيذية مدعوّة هي أيضا إلى “إعلان حالة طوارئ حقيقيّة” حتى تتمكن من الاضطلاع بمهمتها على الوجه المطلوب.
وحتّى إن تمّ ذلك، فإنّه لن يكون كافيا لأن المدينة التي تعاني من أوضاع بيئية مزرية، ومن نقص فادح في بنيتها التحتية، وفي الفضاءات المناسبة لاحتضان فعاليات التظاهرة، تظل بحاجة إلى تَضَافُرٍ استثنائيٍ وَعَاجِلٍ للجهود الجهوية والوطنية من أجل أن تكون، في الموعد المحدد، جاهزة للوفاء بهذا الاستحقاق بصورة تليق بصورتها وبصورة تونس…
فهل من دَفْعَةٍ في هذا الاتّجاه؟..
بـقلم : محمد ابراهيم الحصايري