تاريخ قرمدة: من ضاحية فلاحية الى بلدية تأسست سنة 1969
تاريخ قرمدة جزء لا يتجزأ من تاريخ مدينة صفاقس ككل حيث تأثرت بكامل الحقبات والمراحل التاريخية التي عرفتها صفاقس إلا أن ذلك لا يمنع من وجود بعض الخصوصيات التي ميزت تاريخ منطقة قرمدة خاصة عبر التاريخ الحديث وبالتالي سوف تقع بلورة المسار التاريخي لقرمدة من خلال تاريخ مدينة صفاقس حيث انحصرت الحياة المدنية للمدينة في مطلع القرن التاسع عشر داخل أسوار المدينة .
و من مميزات سكان صفاقس امتلاكهم لمساكن صيفية بنيت في البساتين الشاسعة المحيطة بالمدينة تعرف بالقصور او الابراج و التي تمتد على 10 كم، و في منطقة قرمدة كانت هذه البساتين “الاجنة” تمسح حوالي 15000 هك يتوسطها طريق “ثنية” قديمة كانت تمثل طريق القوافل بين صفاقس و القيروان اصبحت تسمى ثنية قرمدة و هي الطريق الوطنية 81.
و بعد ان غصت المدينة العتيقة بالسكان و اصبحت غير قادرة على استعابهم، انتقل عدد كبير من الصفاقسيين للعيش في الابراج التي اصبحت المسكن طوال العام منذ القرن 19م، شيئا فشيئا افرزت هذه الحركة السكانية من المدينة الى البساتين تجمعات سكانية و اقتصادية عرفت بالمراكز علـى غرار مركز كمون ومركز سحنون وبالرجوع إلى المؤرخ المعاصر بوبكر عبد الكافي كان أول تجمع سكني شكل نواة مدينة قرمدة هو مركز كمون الذي يقع علـى بعد 6 كم شمال مدينة صفاقس وترجع نشأته إلى سنة 1886 ثم تتالت التجمعات السكنية أو المراكز كمركز سحنون ومركز العيادي التي شكلت لاحقا مكونات مدينة تتضمن منشآت اقتصادية واجتماعية لتغطية الحاجيات الأولية للمتساكنين ولعل النشاط الفلاحي للمدينة أفرز بـدوره نـشاطا اقتصاديـا تبـينه معاصـر الزيتون التي تواجدت بالمنطقة مع بداية القرن العـشرين.
بعد الاستقلال، أصبحت قرمدة منطقة بلدية سنة 1969 واندمجت مع بلدية صفاقس سنة 1975 ثم انفصلت عنها 1985 بمقتضى الأمر الرئاسي عدد 65 لسنة 1985 المؤرخ في 06 أفريل 1985.