صفاقس عاصمة للثقافة العربية : المدينة مهددة بغلق آخر قاعتي سينما !!
هل نقول وداعا لقاعات السينما بكامل الجنوب التونسي ؟ ..
كل المؤشرات تقول كذلك، فمن ضمن 13 قاعة سينما بالبلاد، لا يوجد بكامل الجنوب التونسي بداية من صفاقس إلى بنقردان إلا قاعتان فقط بصفاقس هما «الكوكب» و«الكوليزي» والتي غرق صاحبهما في ديون ثقيلة موزعة بين القباضة المالية والصندوق الوطني للضمان الإجتماعي مع ديون متخلدة بذمة العملة وبعض الخواص مما دفعه للتفكير في الغلق النهائي للقاعتين ..
«الشروق» اتصلت بصاحب القاعتين عبد الفتاح الشلي ومدير قاعة الكوكب نبيل بوزيد لتقف على حقائق مذهلة وصادمة ، فالقاعة الواحدة لم تعد تتجاوز مداخيلها الـ30 او الـ40 دينارا يوميا وهي مداخيل زهيدة جدا لا تكفي حتى لخلاص الماء والكهرباء وعامل واحد على أقصى تقدير، ومع ذلك تمسك المعنيان بالعمل بالقاعتين في انتظار ساعة الانفراج ..
الانفراج لن يكون خارج دعم وزارة الثقافة وهو الدعم الذي توقف منذ 8 سنوات ليتكبّد صاحب الكوكب والكوليزي خسائر مالية ثقيلة تجلت في ديون القباضة المالية والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والعملة ، إضافة إلى ديون أخرى جانبية من بعض الخواص كان صاحب القاعة يمني نفسه بخلاصها ..
ظروف القاعتين لا يمكن وصفها ، فبالرغم من الموقع الإستراتيجي لفضائي العرض، إلا أن ما بداخل القاعتين يصدم: الكراسي بالية، الجدران مشققة، وآلات العرض تجاوزها الزمن في وقت بات الحديث فيه عن العرض وفق تقنية 7Dو 8D ..
تكلفة تحسين القاعتين وتجهيزهما بما يتلاءم والثورة الحاصلة في عالم الفن السابع لا تتجاوز المليار الواحد للقاعة الواحدة حتى يتحول كل فضاء في جزئه السفلي إلى مشربة أو بيتزاريا ، وفي جزئه العلوي إلى قاعة سينما صغيرة – قاعة جيب – تعتمد على تقنيات 7Dو8D بما من شأنه جلب المتلقي الثقافي وتحمي السينما من التلاشي ..
وزارة الثقافة، ورغم تفهمها للوضع ودعمها للمعنوي لعبد الفتاح الشلي ونبيل بوزيد ، لم تدعم ماديا القاعتين لإنقاذهما قبل الغلق منذ 8 سنوات، والغلق هنا يعني إسدال الستار على القاعات السينمائية بشكل نهائي في نصف البلاد أي في كامل الجنوب التونسي وتحديدا في مدينة صفاقس التي تستعد لتكون عاصمة الثقافة العربية لسنة 2016 ..تصوروا عاصمة للثقافة لعربية بلا قاعات سينما ، فعن أي ثقافة نتحدث ..
هيئة صفاقس للعاصمة العربية التي وعدت بدعم قدر بـ 11 مليارا، لم تتصل حد هذه اللحظة بالمسؤولين في القاعتين السينمائيتين بصفاقس وتخصص جزءا من الميزانية لتحسين القاعتين بتعلة ان القاعات على ملك الخواص ..فهل لأن أصحاب القاعات يناضلون من أجل المشهد الثقافي مما منعهما من الدعم تحت عنوان فضاءات خاصة ؟ ألم تجر العادة على دعم الخواص من مخرجين ومسرحيين وفنانين لحثهم على المساهمة في الفعل الثقافي وتطوير مشهده بقطع النظر خواصا كانوا أو غير ذلك ؟.. ثم والأهم: كيف لصفاقس أن تكون عاصمة للثقافة العربية لسنة 2016 والفن السابع غائب فيها بالكامل؟..
أسئلة كثيرة تطرح بحرقة في انتظار التدخل العاجل من وزارة الثقافة وهيئة 2016 لصفاقس عاصمة للثقافة العربية لتتدخل هي بدورها بشكل عاجل وجدي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ..
راشد شعور / الشروق