ظاهرة فريدة في طريق الأفران: قلة المدارس وكثرة المقاهي
كنا قد تطرقنا في مقال سابق إلى التطور العمراني الكبير الذي يشهده طريق الأفران من شأنه أن يبوبه الدخول إلى كتاب غينيس للأرقام القياسية لما يعرفه من تطور سريع وغريب حيث أن عدد العمارات السكنية يشهد تطورا عدديا يجلب الانتباه والاستغراب وبثل هذه السرعة في الإنجاز وكأن الباعثين العقاريين في سباق ضد الساعة.
لكن لا أعرف إن كان هناك كتاب للأرقام الضعيفة والمتدنية مقارنة بهذا التطور العمراني والاجتماعي والبشري فإذا علمنا أن هذا الطريق بطول 10 كم لا توجد به إلا 4 مدارس ابتدائية فقط: إثنان منها في الكيلومترين الأولين والثالثة في الكم 4,5 والأخيرة في الكم 8 مقابل 17 مقهى بالكمال والتمام. ولسائل أن يسأل عن الأسباب:
1) تبنى المدارس على أراضي الأحباس أو من المتبرعين أو بالكراء أو الشراء وهذه الظواهر غائبة في طريق الأفران باستثناء ورثة المرحوم مصطفى السلامي حيث تم بناء إعدادية “مصطفى السلامي”
2) لم تتوصل وزارة التربية لشراء الأراضي لأن الأثمان باهضة ولم تجد التسهيلات من المتساكنين سواء بالتشارك في شراء الأرض والمساهمة في البناء أو بالكراء رغم ما يعرف عن سكان الأفران من بحبوحة العيش والسعة في الرزق ولكن هذا لا يعفي الوزارة من تحمل تبعات عدم استغلال الفرص سابقا أمام استحالة التدارك اليوم نظرا للأثمان الباهضة والتفريط للأراضي المتاخمة للطريق لبناء العمارات
3) قلة حماس أصحاب الأراضي باعتبار أكثرهم يقطنون شتاء المدينة ولهم الإمكانيات لإيصال أبنائهم إلى المدرسة غير عابئين بمعاناة أبناء الطبقة الوسطى والمنعدمة وما يتكبدونه من أتعاب ومشاق صيفا وشتاء مشيا على الأقدام أو استعمال الحافلة وإلى اليوم المعاناة متواصلة.
وفي الحال أنه كان بإمكانهم التبرع لوجه الله وهي صدقة جارية. قلة المدارس يقابلها كثرة المقاهي ومن المفارقات أننا نجد معدل 2 مقهى في الكم الواحد إذا ما قسمنا 17 مقهى على 10 كم والأكثر غرابة أنه من الكم 6 إلى الكم 8 توجد 6 مقاهي أي بمعدل 3 مقاهي في الكم الواحد وهو أمر عجيب وغريب ….
محمد العش