إلى أحفادنا.. التمسوا لنا الأعذار رجاء
مرت خمسون سنة أي نصف قرن وحكامنا من أبناء وطننا بعد عقود طويلة من حكم المستعمر لنا فأذاقنا من الويلات الكثير واستغلنا واستغل خيراتنا كما طاب له واشتهى …ولكن حكم بني جلدتنا لم يكن مبروكا علينا لأن ما آل إليه حالنا من حكمهم من انفراد بالحكم وديكتاتورية وإقصاء وتهميش وفساد وإفساد أضاع علينا فرصة الانعتاق والتطور والازدهار المأمول …
وكانت الثورة وكبرت أحلامنا ولكن ويا للأسف ضاعت آمالنا فيها وتبقى الهواجس والخوف من المستقبل تحاصرنا وخاصة تجاهكم: الخوف كل الخوف من:
– أن يضيق بكم الوطن فتهجروه نحو أوطان أخرى بعد أن تضيق بكم السبل
– أن يصبح التعليم مضيعة للوقت وهدرا للمال والجهد فتقاطعوه
– أن تستفحل الآفات الاجتماعية فتهددكم خاصة ومقاومتنا نحن لها غير ذات جدوى
– أن تنغلق آفاق العمل فتصبح البطالة قاعدة والعمل استثناء
– أن تصبحوا غرباء في مدينتكم رغم كثرتكم
– أن يستفحل التلوث وتتنفسون هواءه الملوث فتنتشر فيكم الأوبئة وتكثر الأمراض المستعصية
– أن يواصل البحر غربته في مدينتكم وأنتم تعلمون أنه قريب منكم ولكن في الحقيقة بعيد عنكم كل البعد بعد أن فشلنا في عملية التصالح
– أن تختنق مدينتكم بحركة المرور ويستفحل حالها لأننا قصرنا في إعداد خارطة طريق بعيدة المدى تعالج هذا الأمر
– أن تضيع مدينتكم العربي ويزداد حالها قتامة وتدنيسا لأننا فرطنا فيها باسم الحداثة والمدنية.
والذي يزيدني هما وغما كيف سيكون نقدكم لنا وحكمكم علينا لأننا على ما يبدو لم نكن قادرين ولا مهئين لإعداد مستقبل باسم لكم فخنا الأمانة ورضينا بالاستكانة… فيا ويلنا من قسوة حكمكم علينا وحكم التاريخ فينا… والذي يقلقني ويفسد علي راحتي وسعادتي لما تقولون:
ــــ ماذا فعلتم بالثورة؟ وما هو مآلها؟ لقد فرطتم في فرصة العمر لوطن لم يعرف إلا الحزن.
ــــ ماذا أعددتم لنا من مشاريع وبنى تحتية بعد نصف قرن من الاستقلال والحرية
ــــ لماذا أمم الأرض تتقدم وتتطور… وتفكر في أجيالها القادمة إلا نحن من سيء إلى أسوأ ومن مصيبة إلى أخرى ومن هزيمة إلى هزيمة …
ـــــ هل يرضيكم ما آل إليه حال وطننا؟
انتظروا حكمنا عليكم سيكون طبعا على قدر جهدكم وحرصكم في تحقيق حياة كريمة لنا… رجاء التمسوا لنا الأعذار علها تخفف علينا لأننا حقا لم نكن في مستوى المسؤولية ولم تكن لنا نظرة مستقبلية ….
محمد العش 7/5/2015