ذكريات شاطئ فيريو (شاطئ البلدية ) بصفاقس
كنا تحدثنا سابقا عن شاطئي فرحات حشاد و الكازينو وقد حددناهما على خريطة الشاطئ المنكوب …وتعاظم حزننا على ما آل إليه حالهما من جراء لا مبالاة الصفاقسية وعدم تصديهم لسياسة التلوث والعبث الممنهجين لبحرهم وهوائهم من الاستقلال إلى اليوم …فماذا عن شاطئ البلدية؟
هذا الشاطئ يقع على يسار شاطئ الكازينو … خالي المعمار إلا من أدواش وغرف لتغيير الملابس ومن ورائهما ساحة إسمنتية واسعة … هو شاطئ عمومي, شعبي, يؤمه عامة الناس…هذه الشعبية زادته شهرة ومكانة عند الجميع … رماله ذهبية نظيفة تتعهده البلدية بالتسوية ورفع الفضلات يوميا … العناية به كبيرة والناس يتمتعون بالسباحة وقضاء أمتع الأوقات في الترفيه والسباحة على يساره المصطبة الإسمنتية الممتدة في عمق البحر يوظفها المصطافون في السباحة والاستراحة والتجول والصيد بالصنارة موجودة إلى اليوم زالت قشرتها الإسمنتية لتعوضها قشرة من الحصى…
أما اليوم … فلا أثر لهذا الشاطئ … المنظر حزين ومؤلم في الآن نفسه والمصيبة التي حلت به أعظم مما كنت أتصور طبعا كجاره الكازينو … الرمال ذابت , والأوساخ والقاذورات على كل الأنواع , خنادق ومتاريس رملية لا أعرف دورها … حفر… وضريع متجمع أكداسا , ممزوج بالقطران الأسود تعبث به الأمواج وتنبعث منه روائح كريهة…حاويات ضخمة متروكة انتصبت على حافة المياه في تحد صارخ للبيئة …وضعية كارثية ومزرية ومأساوية تنم عن لا مبالاة كاملة من قبل المصالح المعنية واستخفاف بالوضع البيئي… عدت أدراجي وحزني كبير على ماض تليد زاخر تنعمنا فيه بالبحر ولهونا برماله النظيفة وحاضر تعيس بيئيا لمدينة تتألم تشكو خالقها تعاسة حالها …فلا حول ولا قوة إلا بالله وسامح الله من كان السبب.
محمد العش ماي 2013