الجامع الكبير بصفاقس
يقع الجامع الكبير بصفاقس الذي بني سنة 849م بقلب المدينة العتيقة و تحيط به الأنهج من كلّ جانب و هو يقع في منخفض من الأرض، يحدّه شمالا نهج الأغالبة و جنوبا نهج ابن سيناء و شرقا نهج الجامع الكبير و غربا نهج الصّيّاغين و تجاوره بعض أسواق المدينة العتيقة مثل سوق الجمعة من الجهة الشّرقيّة و سوق الرّبع و سوق الكامور من الجهة الشّمالية و سوق بللعج من الجهة الغربية. ونظرا لكثرة أشغال الترميم والتوسعة التي شهدها، فإن معالم نواته الأصلية قد اختفت وأضحت افتراضية. تتميز واجهته الشرقية ذات الزخارف الغنية بوجود عدة أبواب ونوافذ تعلوها عقود على شكل حدوة فرس ذات ثلاث حنيات، إضافة إلى عدة كوات مجوفة في الأماكن العلوية.
يتم الولوج حاليا إلى المسجد بواسطة باب جانبي مفتوح بالواجهة الشمالية، وهو يؤدي إلى صحن صغير تحيط به أربع أروقة ذات أقواس نصف دائرية متجاوزة ترتكز على دعامات. يتقدم الرواق المؤدي إلى قاعة الصلاة باب بارز تغطيه قبة ذات حنيات ركنية تستند مباشرة على القاعدة المربعة. وعلى يمين هذا الباب في الأسفل، توجد كوة منقوشة تلعب دور المحراب، و هو مزخرف السماء جميل البناء كتب عليه أبيات من شعر علي الغراب المتوفى سنة 1769.
خلال الفترة الزيرية، كانت قاعة الصلاة تتكون من خمس بلاطات متوازية مع جدار القبلة. أما المحراب الذي أغلق بواسطة سور خلال فترة لاحقة نظرا لانحرافه عن اتجاه القبلة، فقد فتح مؤخرا، وغطيت كوته المشكلة من تجاويف طويلة وضيقة بقبيبة ربعية.
يعود التصميم الحالي لقاعة الصلاة إلى الفترة العثمانية وهو يتخذ شكل كوس يمثل زيادة خمس بلاطات. تعلو البلاط المحوري قبتان، واحدة فوق المحراب والأخرى في محور رواق المدخل الرئيسي. ترتكز الأقواس المكسورة والمتجاوزة على أعمدة رخامية ذات تيجان عتيقة وعلى سواري مبنية من الحجارة. ترتكز على هذه البنيات الحاملة أقبية متقاطعة وقباب ذات حنيات ركنية.
تقع الصومعة ذات التصميم المربع في الزاوية الشمالية-الغربية و ارتفاعها 25م، وتتشكل من برجين متراكبين ومن منور. أحيط الجزء العلوي للبرجين بسور غني الزخارف بينما يذكر المظهر الخارجي للصومعة بمنار جامع القيروان. ويبدو أن الصومعة الحالية تغطي البرج الأصلي الذي بني خلال فترة التأسيس الأولى للمسجد.