الممثل محمد اليانقي : الدراما التونسية مازالت رهينة كمّ الإنتاج الضئيل
يعتبر محمد اليانقي من الممثلين التونسيين ومن مشاهير مدينة صفاقس ومن المبدعين الذين عرفوا في الساحة الفنية منذ مطلع السبعينات مع الفرقة المسرحية القارة بصفاقس وفي سنة 1986 انطلقت مسيرته في الاحتراف وعرف لدى المشاهد التونسي بمسلسلات عديدة وخاصة منها «التحدي» و«غالية» و«بنت الخزاف» و«ظفائر» و«نجوم الليل» بأجزائه الثلاثة وفي رصيده أكثر من خمسين مسرحية من أهمها «زواج الأمير» و«امرؤ القيس في باريس» هذا بالإضافة إلى أعمال الوان مان شو مثل «عايش يتمنى في عنبة» وقد تحصل على جائزة أحسن أداء في مسلسل «عنقود الغضب» في المهرجان التلفزيوني العربي.
خضع محمد اليانقي مؤخرا لعمليتين جراحيتين على مستوى العينين وقد عرفنا في اتصالنا به أنه بخير بقي أن وضعه الصحي أثر بعض الشيء على عمله الفني وفي ما يلي الحوار الذي أجريناه معه بالمناسبة:
هل أثرت حالتك الصحية على أعمالك الدرامية هذه السنة؟
بالطبع فقد أثر ذلك علي وعلى أعمالي الدرامية أكانت تونسية أو عربية و لم أنخرط في أي عمل رمضاني في هذه السنة من ناحية لأنني خيرت أن أكون في حالة تأمل واستراحة وثانيا لأنني لم أتلق أي اتصال من أحد المخرجين وخاصة أننا في السنة الفارطة قمنا بالعديد من الأعمال لذلك أرهقت نوعا ما.
إذا ما عدنا إلى الماضي كيف يقيم محمد اليانقي بداياته؟
بدأت انخراطي في المسرح المدرسي سنة 1969 و من ثم مع نادي البحوث المسرحية بدار الثقافة بباب بحر صفاقس و سنة 1973 انقطعت عن الدراسة لأسباب ذاتية ودخلت لميدان المسرح و كان النصيب الأول مع الفرقة المسرحية القارة بصفاقس وبعد ذلك انتقلت إلى تونس سنة 1976 حيث كان لي هناك أول عمل تلفزي «القرية المطوقة « للمخرج الحاج سليمان و بعدها مثلت في مسرحية الحجاج ابن يوسف في الفرقة المسرحية القارة بالقيروان ولم تمض مدة قصيرة حتى سافرت ّإلى بغداد ودرست في معهد الفنون الجميلة وهناك عملت في المسرح الوطني العراقي وفي سنة 1980 عدت إلى تونس وشاركت في مسرحية « فاوست والأميرة الصلعاء « والتي بفضلها تحصلت على جائزة أحسن ممثل في أسبوع المسرح و كانت لي أيضا إطلالة إلى اليونان سنة 1987 لأشترك في مسلسل تاريخي. هذه باختصار بدايتي وكيف كانت وصولا إلى سنة 1994 حيث بدأ إنتاجي الغزير في الدراما.
الأعمال الدرامية التونسية بدأت تشهد تراجعا فهل من سبب لذلك؟
أنا شخصيا أقول بصريح العبارة بأنني مبهور بالمسلسلات التركية من خلال أداء ممثليهم ومن خلال الديكور والفضاء وحسن الصورة … الدراما التركية نجحت بفضل حسن إنتاجها ولكن عكسنا نحن بالضبط. فنحن ننتج عملا واحدا في السنة وشركات الإنتاج تتحمل مسؤولية التقصير وكذلك القنوات الفضائية . ففي سوريا رغم الحرب والأزمة فإنه لا يزال إنتاجها الدرامي متواصل ووجب إيجاد شريك لدعم الثقافة والدراما
هل من حلول لذلك؟
نعم الحل موجود فالممثل مستعد لأن يتنازل عن أجره مقابل تزايد الإنتاج فنحن
ومع كامل الأسف في هذا الزمن لا نجد أسماء ولو من النجوم في تونس قادرة على الإنتاج بنفسها وهذا ما جعل الممثل أسير شركات الإنتاج و بصفة عامة أقول أن الدراما التونسية تعيش في مخاض فنحن ننتج عملا واحدا في السنة وهذا يكون في موسم شهر رمضان ولكن ما أتمناه أن ننتج 3 أو 4 أعمال في كل موسم و أنا مستعدشخصيا بأن أتنازل عن أجري مقابل تضاعف الإنتاج وهنا يجدر التأكيد بأنه بلا وزارة ثقافة و بانعدام دعمها يموت المسرحي والسينمائي. ونرجو أن تعود الدراما التونسية إلى بريقها في السنوات القادمة
هل لديك مشاريع عمل جديدة بعد فترة التأمل ؟
لدي مسلسل إذاعي في إذاعة المنستير والذي بدأت تسجيله منذ حوالي 10 أيام يندرج في سياق السيرة النبوية وقد تقمصت فيه دور عمر ابن الخطاب ولدي مسرحية جديدة من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس ومن إخراج حاتم الحشيشة.
علي البهلول / الصباح