المواقع الإلكترونية الحكومية في تونس : إما خارج الخدمة أو خارج التاريخ
غريب ما يحصل في تونس في علاقة بالمواقع الالكترونية الحكومية التي من المفترض ان تكون هي الواجهة الأولى التي تقدم المعطيات الضرورية حول الوزارة من المعطيات الثابتة و العادية كالعناوين و أرقام الهواتف و عناوين البريد الإلكتروني وصولا الى مستجدات كل وزارة و اخبارها و كل ما يتعلق بها من جديد مثل المناظرات و التعيينات غير أن الحقيقة الصادمة التي تطالعنا تاتي بعكس ذلك تماما
أموال طائلة و فرق تقنية و النتيجة صفر :
الغريب أن معظم الوزارات التي زرنا مواقعها على الشبكة العنكوبتية تملك إما مواقعا خارج الخدمة أو مواقعا خارج التاريخ ومنها على سبيل المثال موقع وزارة الثقافة وموقع وزارة السياحة فموقع وزارة الثقافة تم إعادته للعمل خلال فترة الوزير ” المهدي المبروك ” و رغم الأسطول التقني الموجود داخل الوزارة فقد تمت الإستعانة بشركة من خارج الوزارة قامت ببعث موقع بمستوى أقل من متوسط سرعان ما تم التخلي عنه و العودة الى العلامة المميزة : ” الموقع في طور الصيانة ” تاركا علامات إستفهام كبيرة و فواتير كبيرة تنتظر الخلاص . اما بالنسبة لوزارة السياحة فالموقع يبقى الى اليوم خارج التاريخ فعند بحثنا عن بعض المواقع السياحية دخلنا بحكم الانتماء الى جزيرة قرقنة فلم نعثر على صورة فتوغرافية واحدة رغم أن مئات المصوريين إشتغلوا على الجزيرة كموضوع فني مهم في حالات الغروب و شروق و في غيرها في جميع حالات البحر و الغريب أن القائمين على أمر الموقع في الوزارة لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن هذه الصور أو غيرها حتى من الفنون التشكيلية و لم يفكروا قط أن السائح الباحث عن تونس من خلال موقع وزارة سياحتها لن يبحث عن الكلمات و الجمل الطويلة بقدر ما يبحث عن الصور الملفتة التي تبين مواطن في الجمال في المكان الذي يقصده بل أن الأمر حسب تقديرنا يستوجب الاستعانة بخبراء في علم النفس لتطوير ذلك و تأمينه
خطة وطنية لم لا ؟؟؟
يتخطى الأمر مجرد كون المواقع الالكترونية واجهات ثابتة للوزارات التي تمثلها ليكون ذلك في صلب فكرة الحكومات الذكية المراهنة على صناعة الذكاء و الاسثمار خصوصا في تونس التي تعتمد على رأس المال البشري كأهم مورد و مخزون و بالتالي فإن الحضور على شبكات الانترنيت من خلال المواقع الالكترونية يجب أن يتم إن تتطلب الأمر في شكل خطة وطنية واسعة تعمل على تأهيل هذه المواقع بإدخالها في النسق الذي بلغه العالم اليوم .