العراق : اب يرمي أطفاله الثلاثة في الشارع وآخر يتبناهم
أقدم شخص عراقي على رمي أطفاله الثلاثة في الشارع، وسط مدينة كركوك (255 كلم شمال العاصمة بغداد) بعد أن استأجر سيارة ثم قام بإنزالهم على “الرصيف” بين شارعين رئيسيين، تحت أشعة الشمس الحارقة، غير مهتمٍ بتعرضهم للدهس ومضى وتركهم يصرخون خلفه “بابا بابا”.
ولم يكن في خلد رقية ذات الأربع سنوات وهي تمسك بيدي شقيقيها الصغيرين حسين ذي الثلاث سنوات ومنتظر ذي السنتين، أن يتركهم والدهم هكذا في الشارع بعد أن اعتادوا أن يأخذهم والدهم إلى السوق أو إلى نزهةٍ في مكانٍ قريب، لكن الأطفال الثلاثة فوجئوا أنَّه ألقاهم في الشارع ومضى غير مهتمٍ لصرخاتهم خلفه.
هكذا تروي الطفلة رقية بسنواتها الأربع ما حصل لها ولشقيقيها الصغيرين، وهي تختنق بعبرتها وعيناها الجميلتان مغرورقتان بالدموع، غير مفارقةٍ ليدي شقيقيها الصغيرين وكأنها تخشى أن تضيعهما.
تقول رقية “تركنا في الشارع نصرخ خلفه “بابا بابا” ولم يلتفت أبداً، فبقينا نتلفت أنا وشقيقيي الصغيران يميناً وشمالاً والسيارات تمر من جانبنا وينظر الناس إلينا باستغراب، حتى جاءنا رجل طيب يشبه أبي عندما كان طيباً فأخذنا إلى منزله”.
رقية على الرغم من صغر سنها لكنها تتحدث بألم وحسرة ووضوح واصفة فعلة أبيها بالمشينة، وأنه لم يفعل أحدٌ من قبل ما فعله والدها وتقول إنها لن تسامحه ولن تعود إليه مرةً أخرى، حتى لو طلب ذلك بنفسه.
وتضيف الطفلة أن والدها كان مدمناً على الكحول ويحتسيها يومياً، وكان يضربها وإخوتها بشدة منذ توفيت والدتهم بانفجار قنينة غاز وهي تصنع الخبز، إرضاءً لزوجته الجديدة.
وتتابع رقية “كانت زوجة أبي تضربنا بشدة عندما نأكل أو نلعب وتطلب منا مغادرة المنزل”.
خليل علي صالح، مواطن من كركوك، شاهد الأطفال الثلاثة في الشارع، فبادر إلى انتشالهم ورعايتهم.
يقول صالح لـصحيفة”العربي الجديد”: “شاهدت الأطفال الثلاثة الصغار على الرصيف وهم يتلفتون ويرتسم على وجوههم الخوف والقلق، فاتصلت ببعض أقاربي وطلبت منهم مساعدتي في إيصال الأمر إلى القضاء ووسائل الإعلام لعلنا نصل إلى والدهم”.
وأضاف صالح “اصطحبت الأطفال الثلاثة بعد ذلك إلى قاضي محكمة كركوك، وطلبت منه الموافقة على تبنيهم وتمت الموافقة القانونية لأضيفهم إلى أفراد عائلتي التسعة”.
خليل، متزوج من امرأتين ولديه تسعة أبناء، يصف تبني هؤلاء الصغار بأنه فرحة كبيرة له ولعائلته، غير آبهٍ بفقره ومنزله البسيط في كركوك.
ويتابع “هؤلاء الصغار يلعبون الآن مع أطفالي ويمرحون ويأكلون وينامون معاً، وأنا وعائلتي نعاملهم تماماً كما نعامل أطفالنا التسعة”.
من جانبها كلفت الأجهزة الأمنية في كركوك فريقاً من الشرطة المحلية في المدينة بمهمة المتابعة والبحث عن والد هؤلاء الأطفال الثلاثة.
وكشف مصدر أمني من شرطة كركوك، فضل عدم الكشف عن اسمه، أنَّ “فريقاً مختصاً من شرطة المدينة يتابع القضية للوصول إلى والد الأطفال لعرضه على الجهات المختصة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه، لرميه أطفاله الثلاثة في الشارع وتعريضهم للخطر”.
ووصف ناشطون حقوقيون فعلة والد هؤلاء الأطفال بالمخزية، مطالبين السلطات الحكومية بمعاقبته على فعلته هذه وإصدار قوانين وتعليمات صارمة تجرم وتعاقب بأشد العقوبات من يقدم على مثل هذه الفعلة، للحفاظ على النسيج المجتمعي من الضياع، بحسب وصفهم.
والله امرنا بان لا نلقي باولادنا خشية املاق يا امة الاسلام