صفاقس : “طويلة الشريدي” .. معلم تاريخي مهدد بالزوال
.
عديد المعالم و المواقع الأثرية بمدينة صفاقس تعاني الإهمال رغم قيمتها التاريخية و من بينها بلفيدير طويلة الشريدي. فماذا نعرف عن هذا الموقع؟
تعتبر غابة صفاقس من الزيتون من أجمل و أكبر الغابات من نوعها في العالم و عندما كانت المدينة تريد أن تعطي فكرة عن هذه الغابة لزوارها فانه كان يتم حملهم إلى بلفيدير طويلة الشريدي الذي كان يقع على بعد 17 كيلومتر على طريق منزل شاكر الذي كان يعرف سابقا بثنية عطية أو طريق طرياقة.
هذا المنتزه يقع فوق هضبة ارتفاعها 80 متر على سطح الأرض و قد تم تهيئة المكان في أواخر القرن 19 أو بداية القرن العشرين لاستقبال الضيوف من خلال بناء كشك يطل على غابة مدينة صفاقس من جميع الجهات.
كان هذا المكان يعرف بنزهة الوزراء و قد زاره عديد المسؤولين و الدبلوماسيين و البرلمانيين و من بينهم وزيران من حزب العمل البريطاني هما دونالد و سنودن و قد اعتبر قديما مفخرة لمدينة صفاقس حيث عبر ألاف الزوار عن إعجابهم بهذا المكان و خاصة غابة الزيتون..
تم ذكر موقع طويلة الشريدي في تقرير كتب من قبل مختصين فرنسيين حول مشاهدة الكسوف الكلي بمدينة صفاقس يومي 29 و 30 أوت 1905.
كما تم ذكرها أيضا في احد الكتب المستعملة كدليل سياحي فرنسي لجلب السياح و التعريف بصفاقس كوجهة سياحية.
لكن ماذا بقي اليوم من هذا الموقع ؟
قمت اليوم بزيارة الموقع و لاحظت بالمقارنة مع الصور القديمة انه لم يبق الشيء الكثير: بقي الكشك على حاله و لكنه في حالة رثة يحتاج إلى الترميم و حوله الفضلات و قوارير الخمر. لم يبق المشهد كما كان فغابة الزيتون تحولت من الجهة الشرقية إلى مقطع للحجارة لمشروع الطريق السريعة و من الجهة الجنوبية تم بناء مركزين لهوائيات الاتصالات لشركات خاصة حجبت الرؤية تماما على غابة الزيتون.
يبقى السؤال: متى نحمي تراثنا من الخراب؟ و متى نستغله الاستغلال الجيد في تطوير القطاع السياحي بمدينة صفاقس؟ لماذا لا نقوم باستغلال فرصة اختيار صفاقس عاصمة للثقافة العربية سنة 2016 و حماية هذا المعلم؟
زاهر كمون
المصادر:
صفاقس المدينة البيضاء للدكتور رضا القلال
Rapport sur les observations faites à Sfax (Tunisie) à l’occasion de l’éclipse totale du soleil du 29-30 Aout 1905 M.G Bigourdan
Atlas PLM, La Tunisie