القراء يكتبون : لا لمشروع تبرورة
مشروع تبرورة هو مشروع قديم أول من أنشأه سنة 1982 هو السيد عبد الرزاق الشعبوني مهندس الخرسانة المسلحة والسيد عبد المجيد الزريبي المهندس المعماري، وقد قدما آنذاك المشروع إلى والي صفاقس وإلى رئيس البلدية في تلك الفترة. وقد تُرِك من أقدار الله منسيا في أدراج المكاتب منذ ذلك الزمن.
لما وضع المشروع كان على شكل مشروع إجمالي غير معمق ولم يأخذ بعين الاعتبار كل التابعات التي تظهر بعد انجازه. كان المقترح عبارة على مشروع غير شامل وغير معمق، فلم تقدم دراسة حول التأثيرات التي سوف تقع على البحر أو على اليابسة من جراء ذلك المشروع.
في خصوص البحر، تعرف منطقة سيدي منصور البحرية بمثابة البؤرة الولادة للسمك بصفاقس لصبارص والمداس وغيرها…، حيث تحتاج هذه الأسماك إلى نبتات بحرية محددة منها “الضريع” وربما غيرها لوضع بيضها حتى تأتي ذكور الأسماك لتغطية البويضات بالحيوانات المنوية لأن التلقيح عند النوع من الحيوانات هو خارجي. أما الضريع وغيره من النباتات البحرية فهي يحتاج إلى نوع من التربة لتعطيه فرصة للبروز ثم النمو. ثم لا ننسى دور الشمس وعمق الماء في هذا النمو. إن كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى النبات البحري تتغير حسب عمق البحر، وكل نوع من النبات يستوجب قدرا من الطاقة لا أكثر ولا أقل. مشروع تبارورة قد بدأ منذ خمس سنوات تقريبا بردم الساحل البحري لسيدي منصور لمسافة تفوق الكيلومترين، وقد طمرت المنطقة الولادة لسيدي منصور بدون أن نعرف مدى تأثير هذا الطمس على مستقبل تكاثر السمك في الجهة…
في خصوص البرّ، أعتقد أن رؤوس الأموال قد بدأت في فرك يديها والحساب على المساحة التي يمكن لكل واحد الحصول عليها والتفكير في المشاريع التي يمكن إقامتها على الأرض. من البديهي أن هذه المشاريع هي بالأساس مشاريع بنائية لا غيرها. يجدر على الجميع من أول مرة معرفة كمية الماء العذب التي سوف تستهلك ومعرفة كمية مياه الصرف الصحي أين ستصرف وكيف ستصرف ومدى تأثيرها على ما تبقى من موضع بيض السمك بتلك المنطقة وكذلك تأثير هذا التلوث على السمك الذي سوف يعيش في هذه المياه الصرف الصحي.
بين البر والبحر، سوف تخلق “مارينا” أي مرسى لسفن السياحية والمعلوم أن كل المراكب تستعمل طاقة المزوط لمحركاتها وأن كل مركب يلقي في بحر بفضلات المزوط، الذي سوف يخلق غشاء زيتيا فوق ماء البحر يكون عائقا لتنفس للسمك وللنبتات البحرية فيضيع منا ملجأ بيض السمك.
ما هو الحلّ:
1- ارجاء مشروع تبرورة الحالي إلى تاريخ آخر
2- كل الأموال المرصودة لهذا المشروع يجب تحويل وجهتها كليا إلى إغلاق شركة “السياب” وتحويلها إلى مناطق أخرى ثم البدء في التصالح مع البيئة المنخرمة من جراء خمسين سنة من الضرر والآثار الجانبية التي خلفتها “السياب” ثم إقامة مشروع جديد مثل تبارورة في نفس المكان.
قد ثبت وأن “السياب” قد أضرت بالبحر والبر فمن الجدير إقامة مشروع في هذا المكان حتى لا نفسد برا آخر وبحرا آخر.
الدكتور فاروق الشعبوني استشاري أمراض صدرية
هذا المقال هو ملك لصاحبه ولا يلزم الموقع