في حوار مع أهالي الرضيعين : وفاة “شهد” في أول يوم لها في محضنة ساقية الزّيت
فاجعة كبيرة واليمة شهدتها منطقة ساقية الزيت بصفاقس وتحديدا بمنزل كائن بالكلم 6 طريق تونس خصصته صاحبته لحضانة بعض الرضع بمقابل فاذا باثنين من هؤلاء يفارقان الحياة لاسباب لا زالت غير معلومة الى الان وسط لوعة وحزن كبيرين ألمّا بعائلتين فقدتا في رمشة عين فلذتي الكبد وهما لازالا في اول عهدهما بالدنيا…
العائلتان المكلومتان تركتا فلذتي الكبد بمنزل الحضانة العشوائي فاذا بهما تمسيان على خبر مدمر زلزل أركانهما ولم تعد لديهما القدرة على الكلام والبحث بقدر ما كانت الدموع تنزل غزيرة وحارّة… ما الذي جرى…؟ كيف حصل ما حصل؟.. ومن يتحمل المسؤولية…؟
الزميل فتحي بوجناح مدير مكتب “التونسية” بصفاقس تحول الى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس أين أمكن له رؤية الرضيعين الهالكين الى جانب الحديث مع الوالدين المكلومين، وفي ما يلي الحوار الذي أجراه والمأخوذ من النسخة الالكترونية :
تحدثنا في البداية مع منصور بن منصور والد الرضيع الهالك يوسف الذي يبلغ من العمر 3 اشهر فقال لنا انه يقطن على وجه الكراء بساقية الزيت وانه اصبح منذ شهر يحمل ابنه الرضيع الى المرأة لتقوم بحضانته نهارا بمنزلها بمقابل شهري يبلغ 50 دينارا.
وأضاف أن زوجته تحولت الى ذلك المنزل في الفترة المسائية فلم تجد يوسف وأضاف بصوت خنقته العبرات أنه لم يسمع بخبر وفاة ابنه إلا مساء الاثنين وأنه يجهل الى الان الاسباب ويريد ان يقف عليها وانه لما تحول الى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة لم يظفر بأيّة إجابة وقال لنا انه يريد معرفة الحقيقة ذلك ان ابنه كان بصحة جيدة وكان يوفّر له كل شيء وأنّ الرضيع يوسف لم يكن يشتكي من أمراض ولا من توعك صحي.
كما التقينا بوالد الرضيعة الهالكة «شهد الغريبي» عمرها 6 أشهر واسمه عبد الرحمان الغريبي الذي قال لنا أن زوجته قامت بإيصال فلذة كبدهما الى منزل المرأة لحضانتها وهو أوّل يوم لها هناك على أن يمر هو في المساء ليعود بها. وأضاف أن زوجته اتصلت به في الخامسة من مساء الاثنين لترى ان كان قادرا على العودة بـ«شهد» في ذلك الطقس الممطر فاجابها بان تعود هي بها في تاكسي.
وقال عبد الرحمان إن صاحبة المنزل سلمت زوجته رضيعتها في غطائها لكن زوجته لاحظت أن ابنتها زرقاء اللون ولا تتحرّك فرفضت تسلّمها واتصلت به لتشعره بحالة ابنته «شهد». وقال عبد الرحمان «لقد كان ذلك الخبر صادما لي الى درجة انني لم اتمكن من فتح الباب الا بصعوبة وهرولت بسرعة الى المحضنة وهناك سمعت بانه تم نقل ابنتي الى احدى المصحات الخاصة فاسرعت على عين المكان وكان الخبر الاليم والصادم في انتظاري حيث افادني صديق لي بان ابنتي رحلت عن الدنيا … لم استوعب موت ابنتي فهي كانت بصحة جيدة ولي الادلة على ذلك ولي شريط فيديو يبين انها بخير وعافية ولم تكن تشتكي من اية امراض بل هي تحب اللعب والضحك كما ان يوم الاثنين هو اول يوم لها في تلك المحضنة… لو كنت سلمت ابنتي الى المرأة وهي مريضة لهان الأمر وكنت ساتحمل المسؤولية وقتها ولكن ابنتي بخير وعافية… أنا الى الآن مصدوم ولا افهم ما جرى وأريد أن أعرف الحقيقة كل الحقيقة عن موت ابنتي وعزيزتي «شهد»… أنا أريد أن أعرف كيف ماتت وسأتقبل ذلك».