المدير الجديد للمعهد النموذجي بصفاقس يحارب النشاط الثقافي

من المفروض أن تكون المعاهد و المدارس فضاء لطلب العلم و التعلم وكذلك تنمية شخصية التلميذ من النواحي التربوية و الثقافية. فعندما تكون النتائج العلمية متفوقة كان ذلك نجاحا للمعهد و المدرسة، وعندما يزدهر النشاط الثقافي ليصل حد الإبداع فذلك قمة نجاح المؤسسة التربوية التي وفرت الظروف الملائمة  لهذا الإبداع. وأما حين نسمع أن المؤسسة التربوية تمنع أي نشاط ثقافي أو جمعياتي فهذا يجرنا للاستغراب و الاستنكار، فقد تعودنا أن نجد نوادي ثقافية في المعاهد لا إقبال فيها، وعندما تكون المبادرة والتطوع من التلاميذ يمنع النشاط. فأي مفارقة هذه؟

 كلنا تابعنا في السنوات السابقة نشاط نوادي المعهد النموذجي بصفاقس التي عانقت الابداع من حملات تنظيف و سمرات ثقافية و مسرحيات ناجحة ثم عرضها على العموم ولاقت الاستحسان و التشجيع. إلا أن السنة الحالية التي عرفت قدوم مدير جديد هو السيد محمد الطرابلسي، قام هذا الأخير بحملة لمنع أي نشاط للنوادي داخل المعهد النموذجي. فقام اليوم بعقل أثاث جمعية المعهد النموذجي بصفاقس وعلق نشاطها دون إعلام. أما جمعية الشباب النموذجي فقد أمهلت ليوم الإثنين لإخلاء مقرها و تعليق نشاطها. ومن هنا نستغرب هذا التصرف ودواعيه وإن كان ذلك محفزا للتلاميذ للتعلق بمعهدهم أم منفرا . من المفروض أن يكون المعهد النموذجي نموذجيا في سياسته و نتائجه و نجاحاته و مثالا يحتذى به لبقية المعاهد من النواحي الإيجابية، لا بسلبياته و بسياسة الحضر و المنع و الا حوار. من المتوقع أن يقوم تلاميذ بجملة من التحركات تعبر عن رفضهم لهذه السياسة الجديدة للمعهد.

موقع تاريخ صفاقس.