منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية : احتجاجات واردة بعد الغاء الـ20 بالمائة من الباكالوريا
توقع عضو المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مسعود الرمضاني إمكانية تسجيل تحركات احتجاجية في الفترة القادمة على خلفية قرار وزير التربية إلغاء نسبة 20 بالمائة من امتحان الباكالوريا .
وأفاد الرمضاني خلال ندوة صحفية انه كان من المفروض قبل اتخاذ هذا القرار استشارة الطرف النقابي والمجتمع والأولياء مؤكدا أن هذا القرار قد يخلّف موجة من الاحتجاجات.
وأثار من جانب آخر ارتفاع نسق العنف الذي اعتبره مؤشرا غير سليم في المجتمع التونسي.
وقال في هذا الصدد «هناك مخزون من العنف ممّا يدل على انه أصبح جزءا من حل المشاكل وان العنف بدا وكأنه يرسى كثقافة في المجتمع التونسي».
وانتقد ارتفاع مخزون العنف في بعض القنوات التلفزية التونسية خاصة في شهر رمضان الفارط داعيا إلى وقفة حازمة من الجهات الرسمية والمجتمع المدني من أجل إيقاف المنحى التصاعدي لموجة العنف في البلاد.
وقدم أستاذ علم الاجتماع وعضو المنتدى عبد الستار السحباني من جانبه آخر المؤشرات حول التحركات الاحتجاجية خلال شهر جويلية الماضي موضحا أنها سجلت تراجعا ملموسا واستقرارا في حالات الانتحار مقابل ارتفاع حالات العنف.
وأفاد عبد الستار السحباني انه تم رصد 272 تحركا احتجاجيا فرديا وجماعيا خلال الشهر الماضي مقابل 287 تحركا خلال شهر جوان و 317 في ماي من نفس السنة.
وبيّن أن هذا التراجع شمل كل القطاعات تقريبا باستثناء القطاع الاجتماعي مشيرا في هذا الصدد إلى أن الاحتجاجات الاجتماعية تمحورت أساسا حول غياب وانقطاع الماء الصالح للشراب في عديد الجهات الداخلية.
وتوزعت التحركات الاحتجاجية على 50 تحركا فرديا و 222 تحركا جماعيا.
وفسر السحباني تراجع التحركات الاحتجاجية في شهر جويلية بتزامنها مع شهر رمضان والعطلة الصيفية موضحا ان هذا التراجع كان منتظرا في شهري جويلية وأوت وفق رأيه.
وعرج على تغير هندسة التحركات الاحتجاجية على المستوى الجهوي من خلال بروز ولايات بعينها على غرار القصرين وسوسة والقيروان والكاف وتونس العاصمة.
ولفت في سياق متصل إلى ارتفاع نسق التحركات الاحتجاجية في قبلّي التي سجلت حالات عنف في الفترة الماضية مقابل تسجيلها أضعف التحركات في كامل سنة 2014
كما تحدث عن تراجع التحركات الاحتجاجية ذات الطابع البيئي مقابل ارتفاع ملموس في التحركات ذات الطابع الديني في عدد من الولايات بعد قرار غلق بعض المساجد موضحا أن التحركات وصلت في بعض الأحيان إلى تسجيل حالات عنف.
وفي ما يتعلق بحالات الانتحار ومحاولة الانتحار قال عبد الستار السحباني انه تم خلال شهر جويلية المنقضي تسجيل 50 حالة منها 20 حالة انتحار فعلية.
وبين أن الشريحة العمرية 25/35 سنة هي الشريحة الأكثر حضورا في حالات الانتحار إلى جانب أن حالات ومحاولات الانتحار لدى الذكور أرفع من الإناث.
ولفت النظر إلى تسجيل حالة الانتحار لدى طفل يبلغ من العمر 10 سنوات في فترة عيد الفطر ملاحظا أن حالات الانتحار لدى الأطفال مرتبطة أساسا بضغط الامتحانات.
ودعا في هذا الصدد وزارة التربية إلى مراعاة هذه المسألة عند القيام بالإصلاح التربوي.
كما ابرز تواصل تسجيل حالات الانتحار لدى الشيوخ نظرا لغياب هياكل التأطير والإحاطة بهذه الشريحة وفق اعتقاده.
التونسية