سور صفاقس التاريخي : فضلات .. حرائق .. وسواد يدمر المخزون التراثي .. فهل من منقذ ؟
رغم الدعوات المتكررة الى ضرورة المحافظة على النظافة وخاصة في الاماكن ذات الدلالات المهمة كسور صفاقس الذي يحيط بها من كل الجوانب وهو شاهد على الحضارة ومعلم تاريخي مهم حافظ على احاطته بالمدينة العتيقة من كل الجوانب ومن دون ان تطاله معاول الهدم لبعض الاجزاء منه … رغم ذلك فان الهدم المعنوي ياتي من بعض البشر والسلط على حد السواء ممن لا يقدرون القيمة الحقيقية لهذا المعلم التاريخي ولم يكفهم وضع الزبالة على جوانب السور وانما قاموا ايضا صباح اليوم السبت 20 جوان باضرام النار في الفضلات المتكدسة جانب السور وهو ما اسبغ عليه لون السواد.
سور باب الجبلي وجه المدينة الذي يستقبل كلّ يوم آلاف الداخلين للبلاد العربي كما يحلو الصفاقسية .. هل يُعقل أن يحترق السُور الشامخ ؟ هل يُعقل أن يحترق تاريخ المدينة ؟ هل يُعقل أن يحترق وجه المدينة ؟
من الأسئلة الحارقة التي يعجز الانسان عن أن يجد لها التفسير والاجابة كيف يمكن تقبل ان تكون مدينة مثل صفاقس مرشحة لتسجيلها ضمن التراث العالمي باشراف اليونسكو و ستكون سنة 2016 عاصمة للثقافة العربية و مترشحة لتنظيم دورة العاب البحر الابيض المتوسط 2021 والتي لها تاريخها وحضارتها على غرار الكوفة في وقت نرى فيها معالمها الاثرية التي لا تقدر بثمن تتعرض الى التدمير الممنهج … لناخذ مثالا على ذلك كما يحصل للمدينة العتيقة او الدرة النفيسة والتي تقف شاهدا على قرون عدة من عمق التاريخ تعود الى اوائل القرن التاسع الميلادي حيث تحولت من معلم تاريخي الى معلم للفضلات … نعم فانه لشيء مخجل أن نرى سور المدينة العتيقة بصفاقس وما ادراك وهو السور الذي تنفرد مدينة صفاقس عن باقي المدن العربية و الاسلامية بكونه الى الان محيطا بها من جميع الجوانب تحول الى مصب للفضلات مثلما استحال لونه الى السواد جراء ما يتعرض له من حرق للفضلات ومن تدمير ممنهج ذلك أن الفضلات تكدست بجانبه حتى غدت أكواما يصعب المرور منها ورائحتها باتت لا تطاق ومنظرها بات لا يشاهد ورغم كتابتنا في “موقع تاريخ صفاقس” مرارا وتكرارا لانقاذ ما يمكن انقاذه الا أن الأمر أصبح يتزايد يوما بعد يوم.
انقذوا سور صفاقس من هذه الفضلات الملقاة بجانبه وأنقذوه أيضا من حرائق تُصدّع صخوره الصامدة منذ القرن التاسع ميلادي أي منذ أكثر ألف و200 سنة أنقذوه من أجل أن يبقى سور المدينة شامخا وشاهدا على تاريخ البلاد.