فتوى من القرن 17 للعلامة سيدي علي النوري تبين موقفه من التدخين
يعتبر الشيخ علي النوري (1643-1706) من العلماء الكبار الذين اشتهروا في تونس وفي العالم الإسلامي بعد أن درس في صفاقس ثم في الزيتونة ثم في جامعة الأزهر. وبعد رجوعه لصفاقس قاد حركة إصلاحية فكرية وكانت له عديد الكتب والفتاوى التي سبقت عصره. ومن هاته الفتاوى تحريمه للدخان الذي انتشر بكثرة في البلاد في ذلك العصر. وهذه الفتوى عبارة عن مخطوطة تحتوى على 3 رسائل موجودة في المكتبة الوطنية بتونس. وقد حققها الأستاذ يونس يعيش ضمن بحثه عن تراث الشيخ علي النوري . كما تحتوي على معلومات تاريخية عن ظروف ظهور هذه النبتة الخبيثة بالبلاد الإسلامية. ومما ورد فيها أن أول ظهور الدخان بالبلاد الإسلامية كان ببلاد المغرب على يد رجل يهودي وقد كان يبيعه للناس ويقول إنه دواء.
ويروى أن أحد العلماء جاء للشيخ علي النوري يسأله عن سبب تحريمه للدخان فنادى الشيخ أحد البحارة من المدخنين. وبعد إشعال لفافة الدخان أصاب البحار سعال قوي، وبينما هما في الطريق رأيا رجلا مصفر الوجه يمشي كأنه سكران وعليه علامات الإرهاق و اللاوعي ويحاول أن يحفظ توازنه بمحاذاة جدار وهو يدخن. فقال الشيخ للعالم الذي سأله: لهذا حرمت الدخان، لأن الله نهانا أن نلقي بأنفسنا إلى الهلاك.