صنعت في صفاقس : تونس تدشّن أول باخرة عسكرية من صنع محلي في أعماق حلق الوادي
قام فرحات الحرشاني وزير الدفاع الوطني رفقة عدد من ضباط البحرية وبعض وسائل الاعلام المحلية والاجنبية في جولة بحرية تجريبية على متن الجوالة الجديدة «استقلالP201» وذلك انطلاقا من القاعدة البحرية حلق الوادي.
وقال الحرشاني ان هذا الإنجاز يعتبر الاول من نوعه في العالم العربي والثاني في القارة الأفريقية بعد دولة جنوب إفريقيا، وأنه يؤكد قدرة الشباب التونسي على القيام بالمستحيل مبينا ان نجاح هذه التجربة دفع بالمسؤولين الى التفكير في تعميمها على المستوى الوطني بتطوير التصنيع البحري ليشمل عديد القطاعات الاخرى فضلا عن تنشيط الاقتصاد الوطني بالنظر لمردوديته العالية والطاقة التشغيلية الكبرى في العديد من الاختصاصات.
وفي هذا الصدد، أفاد وزير الدفاع الوطني، فرحات الحرشاني، الذي واكب الجولة التجريبية، في تصريح إعلامي، أن تطوير الإطار القانوني في ما يتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، يمثل الشرط الأساسي لتطوير الصناعات الحربية في تونس، مشيرا إلى وجود مشروع قانون في الغرض تحت أنظار الحكومة، على أن تتم إحالته لاحقا إلى مجلس نواب الشعب من أجل مناقشته والمصادقة عليه.
وقد عبر الوزير عن مشاعر الفخر الكبير بهذا الإنجاز التونسي، الذي قال “إنه الأول من نوعه في المنطقة عربيا وقاريا بعد جمهورية جنوب إفريقيا”، مؤكدا أن تونس مؤهلة لتوفير احتياجاتها من عديد المعدات العسكرية بل والتوجه نحو التصدير، الأمر الذي اعتبر أنه “سيسهم في دفع التنمية وخلق مواطن الشغل، فضلا عن تشريك عديد القطاعات في مجالات الهندسة والالكترونيك والكهرباء والاتصالات وحتى قطاع صناعة الجلد “.
من جانبه، أوضح الفريق محمد الخماسي، رئيس أركان جيش البحر، أن الهدف الأساسي من إنشاء هذه القطعة البحرية هو الحفاظ على مصالح البلاد الحيوية، وتمكينها من إحكام سيطرتها على المياه الواقعة تحت سيادتها، لاسيما وأن مساحة المياه الاقليمية مع مساحة الجرف القاري تقارب مساحة التراب التونسي.
وأضاف أن اللجوء إلى الشراكة مع القطاع الخاص، المتمثل في شركة الإنشاءات الصناعية والبحرية (SCIN)، وهي شركة محلية تنشط بصفاقس، مرده الكلفة العالية للقطع البحرية في الأسواق الدولية، وطول اجراءات الحصول عليها.
وأوضح، في سياق متصل، أن الجوالة «استقلالP201» لم يستغرق إنشاؤها أكثر من سنتين وبضعة أشهر، إذ انطلق تصنيعها في مارس 2013 وتم تسليمها إلى وزارة الدفاع في جويلية 2015 بعد إبرام شراكة مع شركة محلية مختصة في الصناعات البحرية بمواصفات مدنية.
فبطول قدره 26 مترا فاصل 5، وبعرض 5 أمتار فاصل 8، وبوزن يبلغ 80 طنا، تستطيع الجوالة “استقلال” الوصول إلى سرعة 25 عقدة، (أي 25 ميلا بحريا أو ما يعادل 46 كيلومترا في الساعة)، وهي سرعة محترمة، حسب ما أفاد به صانعوها، بعد تجهيزها بمحركين من طراز “رولز رويس” بقوة 3200 حصان لكل منهما، يستعملان القوة المائية النفاثة. والجوالة قادرة على حمل 12 فردا والإبحار الى 600 ميل بحري. كما أنها مجهزة بثلاثة مدافع رشاشة.