حول تفشي ظاهرة العنف في مجتمعنا
يعتبر المجتمع التونسي مجتمعا محافظا في روحه متأصلا في عاداته وتقاليده ينبذ العنف يميل ميلا كبيرا للسلم ولكن ما نقرأه ونشاهده هذه الفترة من تفش لظواهر العنف المختلفة والقتل تجعلنا في حيرة وتبعث فينا صيحات فزع فما هو تفسير هذه الظاهرة؟
يقول الخبراء في البحوث الجنائية أن لجوء أفراد المجتمع إلى العنف هي ردة فعل للتغيير الحاصل في المجتمع ومن ضيق الصدر والأزمات والضغوطات التي يعاني منها هذا المجتمع وبالأخص الأزمات الاقتصادية كما أن العديد من نماذج القتل تتضمن استخفافا بالقانون. ويرى خبراء علم النفس أن القتل وليد اللحظة يقع بعد موقف انفعالي ودون إعداد. فالقاتل إنسان مريض ويسمى المرض هنا ” الانفصام البسيط” ويتميز هذا المرض بالتبلد الانفعالي والمريض يقتل لأتفه الأسباب في مشاجرة عابرة قد يقتل فيها أعز الناس لديه. كما أن هناك بعض مرتكبي جرائم القتل يطلق عليهم أصحاب الشخصية ” السيكوباتية” أو أصحاب السلوك العدواني ويكون سلوكهم ضد المجتمع لا يأبه الواحد منهم لمشاعر الآخرين المهم هو مصلحته وتحقيق اللذة المباشرة على حساب الآخرين فهذا الإنسان يقتل في لحظة غضب ولا يوجد رادع له حتى ولو كان القتيل أقرب الناس إلي. انفعاله حاد ويتورط في القتل دون قصد رغم أن الموقف لا يستحق ذلك.
وقد يكون القاتل ممن يطلق عليهم اسم ” الشخصية الاضطهادية” يشعر بأنه مضطهد فيقدم على جريمة القتل بقصد الانتقام. أما العلاج في رأي الطب النفسي يكمن في إعادة النظر في التنشئة الأسرية لتكون تنشئة بعيدة عن الانفعالات وأن يتجنب الآباء صور العنف أمام أبنائهم حيث أن التقليد والمحاكاة لهما دور كبير في تكوين الشخصية خاصة خلال سنوات الدراسة.
محمد العش