صفاقس : العثور على مقابر محروقة قبل أيام من العيد والموتى تستغيث فهل من مغيث ؟
من المضحكات المبكيات ببلدي بعامة وبعاصمة الجنوب خاصة ان الألم يكون سيد الموقف في الموت و في الحياة فالحيّ لا يسلم والميت يتواصل ألمه الى ما بعد موته “فاكرام الميت دفنه”هكذا قيل وقاله الله ولكن كيف يتم الدفن وأين يكون ذلك فالانسان مكرم من الله باعتبار ليس مثل الحيوان يلقى بجثته بين الشوارع والجبال والحال أننا أصبحنا ندفن موتانا في أماكن أشبه بالمقابر فالأفاعي ترتع بداخلها والكلاب تنام فوق مقابرها والأعشاب والشوك ينبت بداخل المقابر أين يمكث الميت الى قيام القيامة وزد على ذلك أن المقابر تحول جلّها الى مصب للفضلات والأوساخ المنزلية في حين أن من يمكث داخل المقابر والقبور هم أناس مثلنا هم أهلنا وابائنا وذوينا في حين أن المقابر الأوروبية تكون أفضل من حديقة القصر الرئاسي ببلدنا.
كاميرا موقع تاريخ صفاقس نزلت ضيفة على بعض المقابر رغمة في العديد من الأهالي قصد الكشف عن التجاوزات التي تصيب الموتى وخاصة من طرف مسؤولينا فمقبرة البدراني بطريق قابس تعتبر من المقابر القديمة بالمدينة والتي لا تبعد الاّ بعض الكيلومترات عن “السنتر فيل” والتي تحولت الى مكان أشبه بمصب الفضلات حتى حرق الفضلات أثر على القبور وهذا الشيء منافي للدين والأخلاق فلسنا في الحضارة الهندوسية اين نقوم بحرق موتانا وننثر رمادها في الصحراء ومن ناحية قريبة بطريق قابس تجد ما يعرف بمقبرة “اليهود” والتي يمكن للمرء أن يقوم بحلق ذقنه على جمالها فالنظافة سيدة الموقف فلا أعشاب طفيلية تجدها ولا كلاب سائبة تدخلها ولا فضلات ولا حتى كيس ملقى بين قبورها.
ومن مقبرة طريق قابس انتقلت كاميرا موقع تاريخ صفاقس الى مقبرة العالية بطريق العين والتي كانت الأوضاع بها أكثر رداءة وكانت الحشائس والأعشاب الطفيلية تحاصرها من الجهات الأربعة وجل مسؤولينا نيام لم يتبادر الى ذهنهم احترام حرمة الميت ولا الحي فحتى الدنيا ضاقت عنهم وباتت مقابرنا بهذه الحال التعيسة.
وللصفاقسي عادة وهي زيارة المقابر ليلة العيد وبعد صلاة العيد في الصباح للترحم على موتاهم فكيف تسمح البلدية لنفسها أن تقوم بتنغيص فرحة العيد على المواطن لما يرى أن جثة قريبه محاطة بالفضلات والأوساخ وأن القبر اصبح لونه أسود نتيجة الحروق. فاجابة واحدة من مسؤولينا قد تشفي غليل مليون متساكن صفاقسي وخاصة أنه في كل عائلة تجد لهم أحد المتوفين فلماذا لحظة الدفن يتم تسديد 180 دينار للبلدية ولماذا يتم تسديد المصاريف الأخرى لطالما الميت لن ينعم في قبره وبالأحرى لم ينعم بالراحة وهو حي ولن ينعم بها وهو ميت فتلك هي بلادنا.
ومن جهة أخرى عاينا منذ مدة بمعتمدية ساقية الزيت تصاعد كمية كبيرة من الدخان الذي غطى المنطقة وأرجائها والذي كان متصاعد من أحد المقابر المتواجدة بالجهة بشارع محمد الخامس وقد أدى الدخان الى حجب الرؤية و الى سعال العديد من المواطنين وخاصة انبعاث الروائح الكريهة التي زادت في الطين بلة حيث تمت معاينة أحد العملة يقوم بتنظيف المقبرة مكدسا أكوام الفضلات في قلب المقبرة ومن ثم يقوم باحراقها غير مبالي بالنتائج الكارثية التي سيخلفها الدخان وهذا الخلل الحاصل لا يتحمل مسؤوليته المنظف لأن ذلك هو مستوى تفكيره ولكنه تتحمل مسؤوليته بلدية الجهة والتي كان بامكانها تخصيص يوم لنظافة المقابر وحمل الفضلات الى المصبات ولكن تبقى دار لقمان على حالها لطالما الفضلات لا تزال تكتسح الشوارع ولم تسلم منها حتى المقابر.
علي البهلول / موقع تاريخ صفاقس