صفاقس : بعد منح رخصتين إذاعيتين خاصتين .. فهل استعدت إذاعة صفاقس لكسب الرهان ؟
من ضمن 6 قنوات إذاعية وتلفزية جديدة تحصلت على تراخيصها، حظيت صفاقس بالموافقة على إذاعتين خاصتين هما «الديوان» و«سيفاكس آف آم».. فهل سيتغير المشهد الإعلامي السمعي بعاصمة الجنوب؟..
للإجابة عن هذا السؤال، لا بد من التأكيد أن صفاقس هي أول ولاية تحظى بإذاعة عمومية، وكان ذلك بتاريخ 8 ديسمبر 1961 ليستمع سكان عاصمة الحنوب إلى صوت احمد العموري قائلا «هنا الإذاعة الجهوية بصفاقس» وهي أول إذاعة جهوية بتونس، وحسب المنشط عبد الكريم قطاطة هي ثاني اقدم اذاعة جهوية عربيا بعد الاذاعة المصرية، واول اذاعة جهوية افريقيا».
نجاح بلا منافسة
إذاعة صفاقس دائما حسب ما دونه الزميل عبد الكريم قطاطة على صفحته بالفايسبوك «تجاوز صوتها الحدود التونسية لتصبح الاذاعة المسموعة رقم واحد في ليبيا الشقيقة وفي جنوب ايطاليا ومالطة بالنسبة للمستمعين العرب ووصل صداها الى بعض دول الخليج والجزائر والمغرب.. حتى جاء القرار الجائر في بداية الالفية الثانية ليقلص حجم بثها الى بعض عشرات الكيلومترات ـ بدعوى اذاعة القرب ـ وهي اكذوبة لا تنطلي الا على جماعة القصر الذين يكنون عداء سافرا لهذه المدينة ولكل انجازاتها وفي جل القطاعات» والتعبير دائما للزميل عبد الكريم ..
إذاعة صفاقس، التي ورغم خنق صوتها، حافظت على إشعاعها بفضل عدد كبير من المنشطين والمنشطات والمنتجين والمنتجات والمخرجين والتقنيين والصحفيين المتميزين، ورغم كل الصعاب واصلت مسيرتها الإعلامية بنجاح اختلفت تقييمات درجاته بفضل إدارتها وبفضل العاملين فيها في اختصاصاتهم المختلفة..
نجاح بلا منافس..
اليوم، وبعد أن أسندت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري رخصتين لـ «سيفاكس أف أم» و«راديو الديوان»، سيتغير المشهد وستجد إذاعة صفاقس منافسين جدد يتحركان في نفس الفضاء الذي تتحرك فيه أقدم إذاعة جهوية ..فكيف ستتعامل إذاعة صفاقس مع هذا المعطى الجديد ..
استشراف.. لكن
الثابت أن العاملين بالإذاعة سيتعاملون مع هذا المعطى برؤية عميقة، فالمنافسة لن تكون في البرامج والأخبار والمنوعات والسبق الإعلامي ..، بل كذلك في الإشهار الذي كان في يد إذاعة صفاقس لوحدها باعتبارها الوحيدة في المشهد السمعي لمدة قاربت الستين عاما كسبت خلالها حرفاء وتجربة ودراية، وصنعت نجوما بأتم معنى الكلمة أسماؤهم فقط كفيلة بجلب الإستشهار..
إدارة الإذاعة العمومية التي نجحت في الفترة الأخيرة في تدعيم مكتسبات الإذاعة الجهوية بصفاقس وتطويرها بشكل واضح، ستقف اليوم أمام امتحان كبير ينطلق بالمحافظة على مستمعيها من خلال التصورات والبرمجة التي تحافظ على المنشطين والمنتجين والمتعاونين الخارجين الذين من المنتظر أن تتحول وجهة بعضهم لـ «الخاص». ويبدو ان إذاعة صفاقس استشرفت الواقع في الفترة الأخيرة، فمع مديرها الجديد مبروك المعشاوي تفتحت على عديد الطاقات الإعلامية بالجهة وبادرت بإعادة الروح إلى الفرقة الموسيقية وتستعد إلى إعادة الروح إلى الفرقة المسرحية.. كما تفتحت الدار أكثر على المجتمع المدني ومشاغل المواطنين وجسمت شعار إذاعة القرب..
إذاعة صفاقس ورغم هذه الخطوات العملاقة، مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بتدعيم رصيدها البشري ومزيد التفتح على الطاقات الإعلامية بالجهة لمواجهة المنافسة الجديدة من إذاعتين خاصتين يتقد العاملون فيهما حيوية وشبابا وقفت عند «الشروق» في أكثر من مناسبة إعلامية.. تهانينا للعاملين بإذاعة الديوان وسيفاكس آف آم ..
راشد شعور / الشروق