الارهاب في تونس من الفكرة الى التموقع
للمرة الألف على التوالي تهتز الجمهورية التونسية مرة أخرى وقع عملية ارهابية من الطراز الرفيع والتي راح ضحيتها اليوم اثني عشر أمنيا تابعين للسلك الرئاسي واصابة العشرات اثر تفجير حافلتهم الخاصة بشارع محمد الخامس بالعاصمة.وهذا ما يثير العديد من الأسئلة من خلال تحول الارهاب وتنقله من الجبال الى السهول ومن المناطق الداخلية الى المناطق المكشوفة أين مراكز السيادة وقوة الدولة وخاصة لما يكون الارهاب متعلقا باستهداف الأمن والجيش وهذه المرة للأمن الرئاسي وبالتالي رسالة الى قصر قرطاج والى رئيس البلاد التونسية الباجي القائد السبسي من خلال اغتيال حراس قصره وهنا يكون السؤال التالي مشروعا لطرحه والمتعلق بالبوابات الأمنية وكيفية دخول الارهاب عبرها وخاصة هذه المرة العملية داخل قلب المدينة بشارع محمد الخامس المحاذي لشارع الحبيب بورقيبة أين يوجد القلب النابض للبلاد. فكيف يمكن أن يدخل أحد الارهابيين ومعه أداة تفجير أكانت لغما أو قنبلة الى قلب العاصمة وثانيا كيف يمكنه صعود الحافلة وهي على ذمة الأمن الرئاسي فأين الأمن من كل هذا وأين البوابات الأمنية المنتشرة في كل نقطة من ديوانة وحدود وحرس لأنه بعد عملية سوسة الأخيرة التي حصلت في الصائفة الفارطة حسبنا أن الوضع تغير وأنه تم ايجاد استراتيجية تمنع دخول الارهاب الى مثل هذه المناطق فهنا نقول ان الارهاب يكون رهين سببين فقط الأول أن ضعف تركيز البوابات الأمنية في كل مفترق وشبر بكامل تراب الجمهورية يكون سببا كافيا في دخول الارهاب والأسلحة انطلاقا من الحدود وخاصة في انتشار ظاهرة التهريب أم أن ضعف السيادة داخل الدولة التونسية مهّد لولادة الارهاب داخل الوطن أين وجد لنفسه الأرضية الخصبة للتمعش والنمو؟ وهنا نطرح عدة أسئلة لعلنا نجد لها أسئلة ولعل أهمها لماذا توغل الارهاب وسط العاصمة وما سبب ضربه للأمن الرئاسي بالخصوص ؟هل كان ذلك رسالة غير مباشرة لضرب السيادة وضرب الحكومة وهل ستكون حالة الطوارئ كفيلة للبحث عن استراتيجية تقضي على الارهاب أم سيتواصل السيناريو داخل البلاد وسط غياب حلول جذرية تقضي عليه وخاصة استفحاله كل يوم داخل البلاد؟
علي البهلول / موقع تاريخ صفاقس