صفاقس تستغيث … اني اغرق … اني اختنق … فهل من مغيث ؟
حالة من التهميش والاهمال وتردي البنية التحتية بصفاقس على جميع المستويات لا سيما وان اعين المسؤولين كانها لا ترى ولا تقرا واذانهم كانها لا تسمع … البعض قال وهو محق في الوصف الى حد ما ان صفاقس ليست عاصمة اقتصادية ولا قطب تكنولوجي مهم ولا مدينة صناعية او تجارية ولا حتى عاصمة الثقافة العربية 2016 وانما هي بلا منازع عاصمة الحفر والاخاديد التي تملا العديد من طرقاتها داخل المدينة فما البال بالاحواز والمعتمديات … كما انها مدينة الاكتظاظ الخانق ومدينة تسبح في برك من المياه عند ادنى تهاطل للامطار حيث تستحيل الشوارع والاحياء والمناطق السكنية والصناعية الى ما يسشبه البحيرات والبرك والمستنقعات وتختلط فيه مياه الامطار بمياه الصرف الصحي والروائح الكريهة وتتفاقم معاناة عديد المناطق ولا سيما بساقية الدائر والسلطنية وسيدي منصور من ارتفاع المائدة المائية وهي كارثية بيئية لا زالت جاثمة على الصدور رغم كثرة الوعود بالتدارك …
في نهاية الاسبوع نزلت كميات من الامطار على مدينة صفاقس ومنسوب النزول بتلك الكيفية ما كان له ان يترك اثرا على الطرقات باعتبار انها لم تكن امطارا طوفانية ولا قوية وهي امطار لو نزلت في مناطق اخرى من البلاد او خارجها لاستوعبتها قنوات صرف مياه الامطار بكامل اليسر والسهولة واما في قلب مدينة صفاقس ومحيطها القريب على دائرة تقل عن 6 كلم فانها حولت الطرقات الى برك من المياه التي زادت من المعاناة ومن اختناق الحركة المرورية … نعم على محيط كلم واحد او اقل من قلب باب بحر كانت عديد المناطق تسبح في برك مياه الامطار وحركة المرور صعبة وخانقة وفي منطقة البودريار الصناعية وهي لا تبعد سوى اقل من كلم عن سور المدينة راينا الطريق مغطى بالمياه والاخطر ان هذه الططريق تعاني من الحفر والتي سبق ان كتبنا عنها مرارا وبقيت على حالها …
اعصاب متساكني المدينة لم تنل منها برك مياه الامطار فحسب وانما المفترقات الدائرية ببعض النقاط والتي لا تشتغل فيها الاشارات المرورية فاذا بها تصبح خانقة حيث تنسد مسالك العبور بفعل تداخل السيارات وطالت الطوابير لمئات الامتار ولا حظنا ذلك ظهر الاثنين ببعض المناطق ومنها في بداية طريق المهدية مع تقاطع السكة.
مجلدات كثيرة يمكن كتابتها لوصف تردي الحالة والبنية التحتية والمرورية بصفاقس ولكن المحير ان كل الكلام والحبر لا يجد له صدى في نفوس المسؤولين جهويا ولا وطنيا بدليل ان دار لقمان هي على حالها او اتعس.
فتحي بوجناح / التونسية
الصورة من الأرشيف