القراء يكتبون : لماذا لا نتقدم ؟ لماذا لا تجدي إجتماعاتنا و ملتقياتنا نفعا ؟
لي إبنة تبلغ من العمر 11 سنة وهي تلميذة نجيبة بمدرسة عين شيخ روحه و تستعد لإمتحانات السنة السادسة، إنظمت إلي جمعية التربية المرورية بالمدرسة و بمناسبة الحفل السنوي الذي نظمته الجمعية التونسية للوقاية من حودث الطرقات في إختتام أعمالها أعدت جمعية المدرسة مسرحية وقد عمل الإطار التربوي و التلاميذ جاهدا في إعدادها و لكن وبعد ساعات عديدة من العمل قطعت منشطة الحفل المسرحية بعد لمشهد الأول للمرور لتكريم أعضاء البلدية و الشرطة و الجمعيات المساهمة في مختلف الأنشطة! هكذا ! دون الإعتذار للأطفال أو تبرير لسبب القطع ! حفل الإختتام خرج بتوصيات تنص على ضرورة إحترام قانون الطرقات سواء بالتحسيس أو الردع و لكن للأسف الجمعية ي حد ذاتها لا تعرف معنا لإحترام ! لم تحترم الجمعية الطفولة و لا الإطار التربوي الذين أضاعوا ساعات من العمل في فترة حساسة من الدراسة على حساب مراجعتهم و راحتهم ، التلاميذ و للأسف أحسوا بالحزن الشديد و الإحباط خاصة أمام عائلاتهم التي جائت لتشجع أبنائها و رغم قيام معلمتهم بمحالة رفع معنويات تلاميذها فإن التلاميذ مازالوا في حالة الإحباط ، على الأقل بالنسبة لإبنتي و صديقاتها اللواتي إتصلت بهم عبر الهاتف ، تخيلوا لليوم الثاني بعد الحفل تحاول إبنتي أن تحكي لي محتوى المسرحية و عن دورها فيها و تتحسر على عدم إكمالها ، المسكينة لم تستوعب الموقف و لا تفهم سبب قطعها ! في بادئ الأمر ظنت أن المسؤولين على الحفل قطعوها لأنهم كانوا سيئين في المشهد الأول ولكني أخبرتها أن السبب أن السادة المسؤولين وقتهم ثمين و لهذا لم يكن في إستطاعتهم إنتظار 10 دقائق أخرى ! ولكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير و لا يمكنني مهما فسرت بشاعة واقعنا التونسي، هكذا نذبح الطفولة و هكذا نذبح الإبداع و هكذا نذبح الأحلام و هكذا نذبح روح المبادرة و القيم و السلوك الحضاري ثم نتسال لماذا لانحترم القانون و نتبجح في الملتقيات و الندوات لنلقي محاظرات لن تنفع في شيئ لأننا قضينا على المتلقي و غرسنا فيه الا مبالات منذ الطفولة.
حسان والي