أبو عمر عثمان الصدفي الصفاقسي: عالم الحديث الرحالة (995م – 1048م)
هو من العلماء الأوائل في صفاقس في وقت ازدهرت فيه الحركة العلمية بعد خروج الفاطميين من البلاد، و هو من أفراد النخبة الذين اشتهروا في العالم الإسلامي شرقا و غربا خلال القرن 11م.
ولد العالم المحدث و الأديب الشاعر أبو عمر عثمان بن أبي بكر حمدون بن أحمد الصدفي المعروف بالصفاقسي و بابن الضابط بصفاقس سنة 995م. نشأ بها و تعلم من شيوخها حتى تولى التدريس بها ثم انتقل إلى القيروان وأخذ من علمائها وأدبائها. ثم شد الرحال إلى المشرق فسافر إلى مصر و الشام و العراق و إصفهان و الحجاز و اتصل بجهابذة الفكر و العلم واختص برواية ودراسة الحديث الشريف على رواته الحفاظ أينما كانوا. ثم اتجه غربا إلى الأندلس سنة 1044م. وبعد أن طاف مدة عامين في مدنها استقر بقرطبة سنة 1046م و كان من كبار علمائها. رجع بعد ذلك إلى القيروان وعمل رسول الصنهاجيين في قسنطينة مدة من الزمن.
كان عثمان شاعرا وأديبا وكان يرسل مسودات شعره إلى شعراء القيروان. ومن شعره:
إذا ما عدوك يوما سما إلى حالة لم تطق نقضها
فقبل ولا تأنفن كفه إذا أنت لم تستطع عضها
له مؤلفات عديدة لم يصلنا منها إلا كتاب العوالي الذي يعرف بعوالي الصفاقسي. توفي سنة 1048م و لم يعرف مكان وفاته.