استعداد صفاقس للثورة على النورمان
بعد احتلال صفاقس سنة 1148م و القبض على شيخها العالم أبي الحسن الفرياني، أوصى هذا الأخير ابنه و خليفته عمر الفرياني قبل نفيه إلى صقلية وصيته الشهيرة :”إني كبير السن و قد قارب أجلي، فمتى أمكنتك الفرصة في الخلاف على العدو فافعل و لا تراقبهم و لا تنظر في أني أقتل، واحسب أني قدمت”.
و استمر الاحتلال النورماني الصليبي بصفاقس 8 سنوات اتسمت بالغطرسة و الشدة و الاعتداءات و المظالم و جردت المدينة من جميع أنواع الأسلحة حتى من السكاكين في المطابخ حتى جعلوا لكل حارة سكينا مشدودة بسلسلة يستعملها أبناء تلك الحارة. و طيلة هذه السنوات كان عمر الفرياني يتشاور مع علماء و شيوخ عصره كيحيى بن الظابط و عباس الجديدي و الشيخ جبلة و عبد الجليل بن مفوز. فوضعوا خطة للجهاد و إنقاذ المدينة من الصليبيين. قام المجاهدون باستغلال صهريج لخزن الماء شمال شرق الجامع الكبير ينزلون اليه خلسة كل ليلة لصنع الأسلحة وهي عبارة عن حراب حادة تسمى “زاغات”. و لما جاءت ليلة رأس السنة الميلادية تظاهر المسلمون بالفرح لعيد النصارى وقاموا بطبخ الفول في كل دار و جعلوا جماعة يدورون على المنازل في صورة شحاذين يشحذون الفول و كل صاحب دار يخرج إليهم بقدر ما لديه من الرجال. و بعد أن جمعوه أعطوا لكل واحد من السلاح بقدر ما أعطاهم من الفول.
و من الاناشيد التي مازالت تنشد تخليدا لهذه الذكرى:
يا حنا يعطيك اصبى يددش فوق الحصير
اليلة راهي حاجوجا راهي و الله حاجوجا
خاشى خاشى دق دق هات الفول