صفاقس بعد النورمان: حكم ذاتي حتى قدوم الموحدين

مكنت ثورة صفاقس على الصليبيين النورمان من طردهم نهائيا من المدينة ولما وصل الخبر إلى ملكهم أوجار بصقلية استشاط غضبا وبعث برسول إلى عمر الغرياني يهدده بقتل أبيه إن أبى الطاعة. فلما وصل الرسول إلى صفاقس رأى الناس يكبرون ويهللون حاملين نعشا فحطوه وتقدم عمر الناس وصلى صلاة الجنازة على والده. وعندما عاد الرسول إلى ملكه أخبره بما رأى فأمر بإعدام الشيخ الفاضل فشنق بواد عباس وهو يتلو القرآن إلى أن فاضت روحه رحمه الله.
بعد طرد النورمان سنة 1156 وبغياب سلطة مركزية تدير البلاد وبقاء النورمان في المناطق الساحلية الأخرى كالساحل وقابس وجربة كانت لصفاقس حكما ذاتيا مستقلا بقيادة عمر الغرياني لمدة سنتين حتى قدوم جيوش الموحدين بقيادة عبد المؤمن بن علي الذي خلص المناطق الساحلية من الصليبيين سنة 1158 وأثناء حصاره للمهدية قاد عمر الغرياني موكبا من شيوخ صفاقس إلى الخليفة الموحدي يطلبون الأمان ويذعنون بالطاعة فرحب بطلبهم وأرسل معهم حافظا من الموحدين وأمر عمر بالقيام بشؤون صفاقس لتدخل مرحلة تاريخية جديدة تحت حكم الموحدين.