محرقة الفن و الثقافة بالعراق
سيبقى مشهد حرق كتب ابن رشد في فيلم ” المصير ” ليوسف شاهين واحدا من أهم المشاهد في تاريخ السينما و سيبقى كارثيا إرغامه على الوقوف أمام هذا المشهد و إجباره على النظر بأم عينيه الى كتبه تحترق و معها كتب ابن سينا و الفرابي و ابن الهيثم و الأدهى من كل هذا هو أن يعم الاحتفال و البهجة صفوف العامة .. لكن بين هذا و ذاك ثبت تاريخيا و معرفيا أن الذاكرة البشرية بقيت تحتفظ بإسم بإبن رشد بينما بالكاد يذكر أحد إسم الخليفة الذي أمر بالحرق .
هو ما يحدث اليوم في العراق فبعد ترحيل الآثار الآشورية و البابلية و السومرية و غيرها قطعة قطعة إبان الغزو الأمريكي في 2003 و إستقرار هذه الاجزاء الذاكرة حيث لاأحد يدري جاء الدور على تحطيم المتاحف و حرق الكتب بالموصل في مراكمة تاريخية جاءت لتنفض الرماد عن نار حرق الكتب التي لم تنطفئ يوما .. بداخلنا
حرب ” الدواعش ” امتدت من خلال الأذرع الطويلة الى رفوف الكتب و الى قواعد التماثيل و الى الآلات الموسيقية و الى العلوم تحجبها و ترفضها و تفتي فيها تحل و تحرم بالوعيد و الترهيب و نصب الأقفاص بعد أن صار مشهد قطع الرؤوس خبزا يوميا .