تاريخ مدينة باراروس (الرقة)
باراروس (Bararus) هي مدينة قديمة بقاياها لا تزال قائمة إلى الآن و تتبع إداريا ولاية صفاقس. تقع هذه المدينة المندثرة على الطريق القديمة الرابطة بين مدينة تيسدروس (الجم) و مدينة أوسيلا تحديدا على بعد 13 كم جنوب شرق الجم في هنشير الرقة. تعود أصول المدينة إلى البربر قبل أن تصبح مدينة بونية ثم مدينة رومانية مزدهرة بازدهار فلاحة الزيتون و بكونها قريبة من مدينة الجم الكبيرة وقتها.
خربت المدينة عند قدوم الفتحات الاسلامية سنة 647م. إلا أنها بقيت وسماها العرب “الرقة ” (Raqqa) أي المكان الذي يجتمع فيه الماء قبل أن يتصرف. ذكرت الرقة في عديد المصادر التاريخية و كتب الرحالة حيث ذكرها التيجاني باسم بأم الأصابع، كما عرفت ببلدة سيدي حماد. قبل أن تندثر تماما في العصر الوسيط و ينتقل سكانها إلى صفاقس و سكنوا الجهة الجنوب شرقية للمدينة العتيقة وسميت حارتهم بحارة الرقة حول شيخهم حماد الرقي صاحب المسجد الواقع بنهج الدريبة. ثم استقر في هنشير الرقة (Rougga) في عهود متأخرة بعض القبائل المحلية.
أما آثارها القديمة فقد اكتشفت لأول مرة سنة 1832 عن طريق السير قرانفيل الذي عثر على أسس عظيمة و ساحات من الفسيفساء. وسنة 1860 اكتشف قارين قوس النصر لتتواصل البعثات العلمية لاكتشاف بقايا باراروس الشهيرة وخاصة خزانات المياه العظيمة التي يصل قطر أكبرها إلى 41م ويتسع ل 7600 متر مكعب. ومن الآثار التي وجدت في الموقع: ملعب المصارعة الدائري و الساحة العمومية الرومانية. كما وجد بها عديد النقود من الفترة البيزنطية. ويبقى جزء كبير من المدينة تحت التراب بحاجة إلى الاكتشاف والموقع كغيره من المدن القديمة كأكولا و طينة بحاجة إلى مزيد من العناية و الحماية وبحاجة إلى التعريف بها كثروة وطنية وكأماكن ثقافية تستحق الزيارة.
د.وليد العش. موقع تاريخ صفاقس.