صفاقس : كادت تفقد أسنانها بسبب تداخل الاختصاصات الطبية !
بين اختصاص طب الأسنان وتقويم الأسنان بون شاسع ، لكن مع ذلك يعمد عدد قليل من أطباء الاسنان في صفاقس وربما في بقية ولايات البلاد على وضع لافتة في واجهات عياداتهم أو في بطاقات الزيارة تحت صفة اخصائي في طب الأسنان وهو ما تسبب في مشاكل لبعض المرضى ..
ما جرنا إلى هذه الديباجة هو الحالة التي بلغتنا والتي مفادها أن بنية صغيرة بصفاقس مصابة باعوجاج في الأسنان رافقتها والدتها إلى اخصائي في طب الأسنان على انه اخصائي في تقويم الأسنان ، فكادت البنية تفقد أسنانها إلى الأبد ..
فمن المعلوم أن الأخصائي في تقويم الأسنان هو طبيب الأسنان الذي اضطلع بالتدريب المتخصص الذي يمتد ربما لأكثر من 4 سنوات بعد التأهيل كطبيب أسنان ، و بعد الإمتحانات وفي نهاية فترة التدريب يتحصل المختص في طب الأسنان على شهادة ديبلوم اخصائي في تقويم الأسنان .
لكن رغم الإختصاص المعترف به والقائم بذاته ، إلا أن بعض أطباء الأسنان والذين يقومون بدور على غاية من الأهمية في اختصاصهم، وفي صمت الجهات المعنية المسؤولة يعمدون إلى وضع لافتة اخصائي في تقويم الأسنان مما يتسبب في لخبطة في أذهان المريض أو عائلته ويسلم المصاب باعوجاج في الأسنان أو الفكين «فمه» إلى طبيب الأسنان غير عالم بجوهر اختصاصه ..
وفي محاولة منا للتأكد من صحة هذه الرواية المتعلقة بالبنية الصغيرة التي كادت تفقد أسنانها اتصلنا بطبيب مختص في تقويم الأسنان فأفاد صحة الرواية مؤكدا ان عددا من زملائه المختصين في تقويم الأسنان راسلوا الوزارة للتنبيه على هذه المغالطات والتي ربما تكون عن غير قصد من البعض ، لكن مع ذلك لم تتحرك الجهات المسؤولة في غياب عمادة أو نقابة أو غيرهما من الهياكل المهتمة باختصاص أطباء تقويم الأسنان ، ليدفع المواطن الفاتورة .. وأضاف المتحدث أن بعضهم -أي أطباء الاسنان – وعددهم قليل جدا ، يتحصلون على ديبلومات من جامعات «مشكوك فيها» أو حتى دون تدريب أو تطبيق يخضع للتراتيب الطبية المعمول بها دوليا، لكن مع ذلك و في تداخل الإختصاصات واللخبطة الحاصلة يتحول طبيب الأسنان إلى اخصائي في تقويم لاسنان رغم الفارق بين الإختصاصين والذي لا يقلل من شأن أطباء الأسنان الذين لهم مجالهم و اختصاصهم النبيل . والسؤال المطروح متى يتم تقنين هذا الاختصاص الذي بات قبلة لعدد كبير من الباحثين و الباحثات على حسن المظهر وجماله ؟
ابراهيم بن عمر / الشروق