أغرب الخطابات في تاريخ الجمعية العامة للأمم المتحدة
انطلقت الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 15 سبتمبر وتبدأ اليوم الاثنين 28 سبتمبر المناقشة السياسية العامة على أعلى مستوى وهي تتصف بأهمية خاصة بالنسبة للمجتمع الدولي.
فقد شهدت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال 70 عاما من تاريخ المنظمة العديد من الخطابات والتصرفات الغريبة والمثيرة للدهشة.
وشكلت الدورة الـ15 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1960 كارثة حقيقية للمترجمين، إذ توعد الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف الولايات المتحدة بإظهار “أم كوزكا” الغامضة، وهو تعبير روسي يحمل تهديدا قويا. وأثار مترجم خروشوف ارتباك المستمعين حين ترجم هذا التعبير حرفيا للغة الإنكليزية (Kuz’kina’s mother). وبعد اندلاع أزمة الكاريبي أو أزمة صواريخ كوبا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أطلق هذا التعبير الشهير على القنابل الذرية السوفيتية.
كما شهدت تلك الدورة التاريخية حادثة “حذاء خروشوف”. وتذكر فيكتور سوخودروف المترجم الشخصي للزعيم السوفيتي أن الأخير خلع حذاءه وراح يطرق به على الطاولة احتجاجا على موقف أحد المشاركين في الدورة. من جانبه قال مصور لمجلة “لايف” الأمريكية إن خروشوف لم يطرق الطاولة وإن كان مستعدا ليفعل ذلك، بينما يشير آخرون إلى عدم وجود أي مصورين في تلك الدورة على الإطلاق.
من جهة أخرى شهدت الدورة الـ15 للجمعية العامة للأمم المتحدة أطول خطاب في تاريخ الجمعية حيث تحدث الزعيم الكوبي فيديل كاسترو أربع ساعات و29 دقيقة من منبر الأمم المتحدة، وأطلق على خطابه اسم “فلسفة الحرب ستزول بعد زوال فلسفة النهب”. وقام كاسترو في خطابه باستعراض أهداف الثورة الكوبية، وحذر واشنطن من مهاجمة كوبا الثورية ووصف الرئيس الأمريكي المقبل جون كينيدي بـ”الجاهل” و”غير المتعلم”. وأشار إلى أن واشنطن تستخف بعزم خروشوف على دعم الثوار في كوبا باستخدام أسلحة نووية.
وفي عام 1987 حاول الرئيس الأمريكي رونالد ريغان توحيد المجتمع الدولي في مواجهة “تهديد من خارج الكوكب”، قائلا “أسأل نفسي: ألا توجد بيننا قوى من خارج الأرض؟” وأطلق ريغان وهو الممثل الأمريكي المشهور سابقا على الاتحاد السوفيتي تعبير “إمبراطورية الشر”، ويرى البعض في ذلك إشارة إلى أفلام خيالية أمريكية حظيت بشعبية واسعة في ذلك الوقت.
كما شهد عهد ريغان تبني مبادرة الدفاع الاستراتيجية الأمريكية التي أصبحت تعرف ببرنامج “حروب النجوم”.
وفي عام 2006 شهدت دورة الجمعية العامة خطابا اتسم بتمثيل فني مدهش. وقام الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز خلال كلمته برسم علامة الصليب وتحدث عن “شيطان متجسد” تسبب بظهور “رائحة الكبريت” في قاعة الجمعية العامة، وذلك في إشارة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الذي كان قبل يوم يدافع عن سياسته الخارجية من منبر الأمم المتحدة.
وقال تشافيز آنذاك إن خطاب بوش يمكن أن يطلق عليه اسم “كتاب طبخ الشيطان”، مضيفا أن الرئيس الأمريكي “يعلمنا كيف نعيش ويسعى إلى الهيمنة العالمية”.
وفي عام 2009 هاجم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي بشدة مجلس الأمن الدولي ورمى ميثاق الأمم المتحدة على الأرض، قائلا إن ليبيا غير ملزمة بقرارات الأمم المتحدة لأن مجلس الأمن الدولي يستخدم ضد بلاده. واستمرت كلمة القذافي أكثر من ساعتين رغم أن مدة الخطاب كان يجب ألا تتجاوز 15 دقيقة.
وتسبب الخطاب بانهيار المترجم الليبي المكلف بالترجمة الفورية من شدة التعب. فقد تمكن المترجم من نقل 75 دقيقة من خطاب القذافي الطويل المليء بالتكرار، لكنه صرخ في النهاية: “لا أستطيع أكثر”.
وفي الدورة الـ65 للجمعية العامة أثار خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضجة إعلامية كبيرة بعد اتهامه الإدارة الأمريكية بالتخطيط لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة من أجل حماية إسرائيل وإنقاذ الاقتصاد الأمريكي والحفاظ على النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
بعد هذا غادر ممثلو 32 بلدا، بينها دول الاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، قاعة الاجتماعات احتجاجا على “نظريات المؤامرة الحقيرة” و”الشتائم المعادية للسامية” في تصريحات أحمدي نجاد.
وفي عام 2013 أعلن الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي من منبر الأمم المتحدة قبل فترة وجيزة من انتهاء ولايته الرئاسية عن نهاية “الإمبراطورية الروسية” وفشل “مشروع عميل الـ كي جي بي” السابق فلاديمير بوتين – الاتحاد الأوراسي”. وغادر الوفد الروسي قاعة الاجتماعات احتجاجا على تصريحات سآكاشفيلي، وطالب بعد ذلك بإجراء فحص طبي لحالته النفسية. وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن خطاب الرئيس الجورجي شمل مجموعة من الأكاذيب التي حملت طابعا معاديا لروسيا والروس.
وكالات