تاريخ المحرس
المحرس مدينة عريقة مرت بها حضارات ما قبل التاريخ إلى الفتح العربي الإسلامي، موقعها استراتيجي متميز، محاذية للبحر الأبيض المتوسط بالساحل الشرقي من جنوب مدينة صفاقس.
استوطنها الحجريون في الألفية الثامنة قبل الميلاد و كونوا بها تنظيما اجتماعيا وحياة مستقرة و استعملها الفينيقيون معبرا للقوافل التجارية و مستعمرة صغيرة إلى الموانئ الساحلية بداية من جربة إلى الجزائر خلال الفترة التي سبقت التاريخ ( الألفية الثالثة و الثانية قبل الميلاد). وكانت تسمى بالمحرس القديم في العهد الروماني والوندالي والبيزنطي ثم تحولت في العهود الموالية إلى مدينة عامرة بالحياة ومعقل من معاقل الحركة المسيحية من سنة 411 و 484 و511 ميلادي.
في عهد الفتح العربي الإسلامي اختارها بنو الأغلب من الثغور البحرية التي تراقب السواحل التونسية من الغزو البيزنطي والروماني والإفرنجي وأسس عمارتها السكنية أبو إبراهيم أحمد بن الأغلب و بنى حصنها على يد قائده العسكري علي بن سالم البكري سنة 849 م، 235 هـجري، عندما بنى الأغالبة مجموعة من القصور حولها على ساحل ولاية صفاقس منها قصر نقطة و قصر يونقة المسمى بقصر تليدة و هو عبارة عن بناء ضخم شاهق أقيم كحصن أو محرس لحراسة الجهة و سمي بالرباط .
كما أقام الأغالبة صهريجا عظيما لحفظ ماء الأمطار متسع الأطراف متين البناء هدم في منتصف الستينات و بقيت ملامحه الواضحة تحت الأنقاض الفوقية المهدمة و عوض بطريق معبد يعرف بشارع الأغالبة و يمكن إعادة إحيائه و إظهار هذا المعلم الشامخ واستغلاله في الثقافة السياحية.