من ينقذ الفنان القدير عيسى حراث من الألم والفقر ؟
يموت المبدع ويبقى يعيش الحرمان والخصاصة في سبيل الثقافة والفن والأدب وينفق طول حياته وما ملك جيبه من أجل الابداع ولما يسقط في المرض أو الفقر لا يجد لنفسه سوى ذاكرة مليئة بالوقائع والنجاحات والعذابات لا غير وهذا بالتحديد ما حصل للممثل عيسى حراث التي تعود مسيرته إلى حدود الستينات مع فرقة الكاف التي كانت وقتها من أنشط الفرق المسرحية في تونس أين ترعرع هناك و تحول بعدها بين أشهر الفرق في المسرح الوطني وفرقة مدينة تونس للتمثيل وعمل حتى في المسرح القومي العراقي وشارك في أكثر من 50 عمل فني بين مسرح وتلفزة وسينما و يعمل حاليا ضمن الفريق التمثيلي لمركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس وباتصال هاتفي جمعنا به علمنا أنه مر بأزمة صحية حرجة ألزمته المكوث في الفراش لأكثر من شهر حيث اصيب بنزلة برد قوية تسببت له في نزيف حاد حيث أشار محدثنا والذي نشكره على رحابة صدره رغم الألم الذي كان يمر به لحظة مهاتفتنا أنه تنقل لتونس العاصمة أين قام بعرض حالته الصحية هناك ولما تواصل الألم عاد لمسكنه بصفاقس ليعاود القيام بالفحوصات اللازمة في طب الاختصاص الذي أكل من جيبه حتى شبع مبينا أنه أنفق كل ما يملك جراء مصاريف التحاليل والأدوية والتي كانت تكاد يومية وقد أشار أنه لحظة نفاذ مخزونه المالي لم يجد من طريقة لاتمام علاجه سوى الاتصال بوزارة الثقافة بحكمها الوزارة التي ينتمي اليها والتي أنفق فيها شبابه حيث قام بسرد الحالة التي وصل واليها مضيفا أنه تفاجأ برد الوزارة له حيث قررت هذه الاخيرة تسليمه خمسمائة دينارا من أجل اتمام علاجه وهنا أضاف محدثنا أنه استغرب من ما صدر من وزارة الثقافة وقبل الصمت عوض الكلام ليشير لنا أنه ترك أمره لله وهنا سنتكلم نحن على لسانه الذي لم يتكلم به ونقول للمصالح المختصة بالفنانين من مندوبية جهوية للثقافة بصفاقس ومن وزارة ثقافة ومن رئاسة جمهورية أن تنهض بمبدعيها وتقوم بمعاينة وضع مثقفيها الذين يمثلون التاريخ والذاكرة والابداع.والسؤال الذي يطرح ماذا تفعل تلك منحة التي لا تناهز 300 دينار شهريا لفنان مبدع كعيسى حراث من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي فهل تكفيه دواء أم غذاء لا سيما أنه دامت أكثر من ثلاثة سنوات لم يصعد فيها للتمثيل.
علي البهلول / موقع تاريخ صفاقس