صفاقس عاصمة للثقافة العربية : متى الانطلاق الفعلي في الإعداد والبرمجة ؟
مرت أشهر على إعلان اختيار مدينة صفاقس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2016 وقد ابتهج المثقفون وأهل الفن والفكر والأدب بصفة عامة بهذا القرار وعلقوا آمالا كبيرة على اللجنة التي عينتها وزارة الثقافة بعد استشارة جهوية ومركزية واسعة النطاق سيّما وهي تضم وجوها قديرة ولها خبرة واسعة بهذه الميادين غير أن الأمور لم تسر لحد الآن على النحو المنتظر ولم تطل علينا اللجنة بمبادرات ملموسة توحي بالشروع الرسمي والجدي في إعداد الروزنامة العامة في خطوطها العريضة على الأقل والإجراءات المتخذة للانطلاق العملي في النشاط.
ويبدو أن افتقارها لمقر لائق بها في فضاء حساس بالمدينة العصرية أو العتيقة وعدم حصولها على مبالغ مالية تذكر ولو مليم واحد من وزارة الثقافة ومن الهياكل الإدارية والثقافية بالجهة أدى إلى فراغ كبير رغم الجهد الذي تبذله الهيئة بقيادة سمير السلامي التي اقتصر نشاطها لحد الآن على القيام باجتماعات قطاعية مع أهل الثقافة والفن والفكر والإعلام والجامعة وقد ولد الأمر الإحباط لدى هيئة التنظيم حسبما لمسناه من عدد هام من أعضائها وقد أفادنا احد أعضائها البارزين أن الهيئة تسعى لتجنيد كل الطاقات والكفاءات لانجاز هذا المشروع بالمستوى المطلوب وبالشكل الذي يتلاءم مع سمعة المدينة وتونس بصفة عامة مشيرا إلى أن الوضع الذي تعيشه البلاد منذ أيام يفرض مضاعفة الجهد وتحرك الدوائر المسؤولة على التمويل كي تساهم الأنشطة في ترسيخ الاعتقاد بان تونس ارض للوئام والسلام وترفض كل أشكال العنف والإرهاب والأكيد أن الوعود الجوفاء لن تتقدم بالاستعدادات قيد أنملة وأن المنطق يفرض التسريع بصرف جزء من الأموال المرصودة لملف صفاقس عاصمة للثقافة العربية والمقدرة بـ10 مليارات لان الوقت يمر ولا يرحم وأن ما وقع الاتفاق عليه من انجازات ثقافية يتطلب حيزا زمنيا كبيرا حتى تكون في مستوى الحدث.
الحبيب الصادق عبيد / الصباح