نص الرسالة التي توجه بها عزالدين قنون الى وزير الثقافة .. قبل وفاته !!
ننشر للقراء نص رسالة معبرة عن شخصية فقيد المسرح عزالدين قنون، وقد كان توجه بها الى وزير الثقافة.
تونس في 17 مارس 2011
السيد وزير الثقافة
أنت لا تعرفني… اسمح لي إذن أن أقدم لك نفسي… اسمي عز الدين قنون… هل عرفتني… لا أظن… ومهنتي… هل تعرفها…لا أظن فأنا أصنع الأحلام…عندما كان الحلم ممنوعا… وعمري… هل تعرف كم عمري… لا أظن… فشعري الأبيض ليس بالبعيد عن لون شعرك… وعنوان بيتي… هل تعرفه… لا أظن… هو الحمراء… لا …لا… ليس ملهى ليلي…انه مسرح الحمراء… قاعة عمرها 89 سنة… انتشلتها من الضياع وسكنت فيها منذ سنة 85 لأجعل منها مسرح الفنون واحد جيوب المقاومة… مقاومة الرداءة والتشليك الفني الشامل… وأولادي… هل تعرفهم… لا أظن… فهم كثر… من سنة 1980 وأنا أنجب… من”الصفقة” إلى “آخر ساعة” التي رقصت على ثلاثة أركاح ذهبية*…
وأحفادي… هل تعرفهم… لا…لا أظن… فهم 279 فنانا عربيا وإفريقيا ترعرعوا في أول مركز عربي إفريقي للتكوين والبحوث المسرحية… ووطني… هل تعرف أين حلقت به… لا أظن لا أظن… فينزولا ورومانيا وفرنسا وإيطاليا وساحل العاج وسوريا وفلسطين ومصر ولبنان وفرنسا والأردن والمغرب ومالطا والبرتغال والسينيغال وبوركينا فاسو والبينين وبلغاريا والنيجر يعرفونني أكثر منك… ومبادئي… هل تعرفها… لا…لا … لا أظن… أنا لا اطرق الأبواب ولا ألهث وراء لقاء ولا أصطف في أروقة الوزارات ولا ارتاح في قاعات الانتظار ولا اطلب صدقة…
إن صمت العاملون في مصالحكم المختصة… وصمت أهل المهنة الذين تشرفوا بلقائك… وضاعت ملفاتي من رفوف مكتبك… ابحث في قوقل أو ياهو… فسيخبرونك عني وعن غيري … ويوم تعرف من أنا… عندها يمكن اللقاء… لا لأحدثك عن نفسي … بل على وطني…
عزالدين قنون
ملاحظة : وجهت هذه الرسالة إلى وزير الثقافة بالفاكس وعن طريق مكتب الضبط يوم 17 مارس 2011, وتوفي عزالدين قنون صباح يوم الأحد 29 مارس 2015.