هبوط الدينار التونسي إلى أدنى مستوياته التاريخية أمام الدولار الأميركي
بلغ الدينار التونسي اليوم الخميس أدنى مستوياته التاريخية إزاء دولار في مؤشر جديد على تهديدات تحدق بالاقتصاد الوطني.
ولامست العملة التونسية اليوم سعر الدينارين إزاء الدولار حيث بلغ 1.98 عند الشراء و1.99 عند البيع بحسب أسعار الصرف لدى البنك المركزي التونسي لليوم فيما أفاد محللو الصرف ان السعر تجاوز الدينارين اليوم.
ويعتبر هذا المستوى المتدني لسعر العملة التونسية الأول من نوعه في تاريخها مؤشرا خطيرا سيعمل على الزيادة في تكلفة توريد السلع بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الديون الخارجية لتونس والتي يعادل حجمها حاليا نحو 55 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. كما أنه مؤشر على فقدان العملة التونسية لقيمتها في ظل غلاء الأسعار.
ويتوقع أن يسهم تدني سعر الدينار في انزلاق الأسعار وارتفاع جديد للتضخم التي قالت الحكومة إنها تمكنت من التحكم فيه وهو ما دفع البنك المركزي التونسي أمس إلى قرار تخفيض سعر الفائدة بـ 0.5 بالمائة.
يشار إلى أن البنك المركزي قرر أمس التخفيض في سعر الفائدة من 4.75 بالمائة إلى 4.25 بالمائة وبرّر هذا التخفيض بتراجع التضخم إلى 4.2 بالمائة حاليا مقابل 5.5 بالمائة في النصف الأول من السنة الحالية.
ويعتبر هذا التخفيض في سعر الفائدة الثالث من نوعه منذ الثورة التونسية حيث أقر المحافظ السابق مصطفى كمال النابلي هذا الإجراء خلال مناسبتين بهدف التشجيع على الاستثمار عبر التقليص من كلفة القروض إلا أن هذا الإجراء واجه انتقادات المتخصصين في السوق النقدية وقتها لما كان له من تداعيات سلبية على التضخم بالإضافة إلى أن الظرف السياسي آنذاك غير مشجع على الاستثمار.
ويرجح مراقبون أن يكون السبب الحقيقي وراء قرار البنك المركزي التخفيض في معدل الفائدة هو أساسا التقليص من تكلفة القروض بالقطاع السياحي الذي يواجه حاليا صعوبات، إلا أن بلوغ سعر العملة التونسية اليوم هذا المستوى المتدني إزاء الدولار قد يدفع من جديد إلى الزيادة في الفائدة البنكية تفاديا لانزلاق تضخمي جديد وخطير.