مركز المسيرين الشبان : جيهان مقني تقدم محاضرة قيمة بعنوان “القيادة و ادارة التغيير بالمؤسسة الاقتصادية”
قدمت السيدة جيهان مقني الجامعية و المديرة العامة بمجمع مليك محاضرة قيمة بعنوان ” القيادة و ادارة التغيير بالمؤسسة الاقتصادية” و ذلك في إطار النشاط التكويني السنوي لفائدة مركز المسيرين الشبان تحت اشراف الاتحاد الجهوي للصناعة و التجارة بصفاقس و ذلك يوم الخميس 31 مارس باحد النزل بصفاقس.
و أوضحت السيدة جيهان مقني ان التغيرات السريعة التي حدثت نهاية القرن العشرين و التطور المتزايد الذي تعيشه الإدارة الحديثة في محيطها الاقتصادي بدءا من التكنولوجيا المعتمدة فيها مثل نظم المعلومات والتقييم والرقابة والمتابعة وصولا إلى قيم الأفراد ، احد ثت ضغوطا متزايدة على المؤسسات الاقتصادية بشكل عام و أدى ذلك إلى ازدياد حاجتها إلى إدارة ديناميكية مرنة , قادرة على مواجهة التحديات , وإلى ما هو أكثر من أن تدار , فهي تحتاج إلى أن تقاد .
ان إشكالية التغيير تطرح نفسها لمواكبة التطورات الحاصلة في ظروف ومحيط المؤسسة ، ولكن يبقى التساؤل المطروح حول الاسلوب الصحيح لإدارة هذا التغير؟
وبما أن نجاح القادة والمسيرين في إدارة وتوجيه مؤسساتهم يتحقق بقدرة هؤلاء في إحداث التغيير والاستجابة له ، فإن الحاجة لمثل هؤلاء القادة أمر ضروري لقيادة التغيير وإدارته ، باعتبار أنهم هم من يملكون القدرة على التأثير. ودرجة تقبلهم لذلك يعتمد على الأسلوب أو النموذج القيادي، مما يجعل عليهم مسؤوليات جسام في متابعة كل ما يجري في البيئة ، ووجوب تزويد مرؤ وسيهم بالمعلومات الضرورية عن التغيير وخلق الجو المناسب لإحداثه ، واعتماد أسلوب إدارة بالمشاركة لاستيعاب موجات التغيير والتكيف معها واستثمارها بطريقة لا تلحق الضرر بأي طرف من أطراف المعادلة.
تعريف القيـادة
إن المعنى العام للقيادة هو عملية التأثير في نشاطات الأفراد وسلوكهم لإقناعهم و حثهم على تحقيق أهداف معينة ، وهو ما يجعل مفهوم القيادة في جوهره أوسع من مفهوم الإدارة ، والسلوك القيادي أوسع وأشمل من السلوك الإداري.
متطلبات القيادة لإنجاح العمل الإداري:
إن نجاح الإدارة وفعاليتها يرتبط بنجاح وفعالية القيادة الإدارية ، وهذا يعتمد بدوره على ما يتمتع به المدير القائد من سمات شخصية وقدرات ومهارات ، ومن هنا صار التساؤل عن خصائص القيادة الناجحة ، وهل القائد الإداري الناجح هو القائد الكفء أم هو الفعال ، ومدى ارتباط ذلك بالكفاءة والفعالية الإدارية.
تحقيق فعاليـة القيادة:
تعني فعالية القيادة قدرتها على تحقيق أقصى النتائج والخدمات التي يمكن تحقيقها باستخدام الموارد المحددة المتاحة أحسن استخدام , ومنه فإن معيار الفعالية يركز على الكيفية التي تتحقق بها الأهداف وسرعة النتائج المترتبة عليها , وعليه فإن القائد الفعال يتميز في أنه يراعي واقعية الأهداف ويجتهد عاى أساس تقديم الأهم على المهم , ثم يحسن اختيار الوسائل والأساليب والكيفيات التي تتحقق من خلالها هذه الأهداف . و تتحقق فعالية القيادة عن طريق:
1- الفعالية في اتخاذ القرارات: إن نجاح المؤسسات أصبح يتوقف على قدرة وكفاءة قياداتها على اتخاذ القرارات المناسبة , والفعالية في اتخاذ القرارات تعني قدرة القائد على الاختيار بين البدائل المتاحة للمشكلة موضع القرار, وهذا لا يتحقق إلا إذا تم الاختيار نتيجة دراسة علمية وتقدير سليم للواقع , ترتكز على حجم المعلومات التي يتحصل عليها القائد عن البدائل المتاحة وتكاليف ذلك , فالقرار الفعال هو الذي يوازن بين المخاطر التي قد يسببها والمزايا التي قد يجلبها .
2- الفعالية في الاتصالات : تعتبر الاتصالات الإدارية أداة فعالة للتأثير في السلوك الوظيفي للمرؤوسين وتوجيه جهودهم في الأداء , وأصبحت فعالية القائد تعتمد بدرجة كبيرة على فعالية الاتصالات التي يجريها مع موظفيه , والتي تتحدد بمدى قدرة القائد على تنمية الفهم بينه وبين موظفيه حتى تصبح الأهداف مفهومة لدى كل واحد منهم , وهذا عبر المقومات التالية: الإصغاء , الشرح , السؤال والمناقشة , التقسيم , الاستجابة.
ورغم ما يعترض الاتصالات الفعالة من عوائق تنظيمية ونفسية , فإن القائد الفعال هو الذي يكون قادرا على تذليلها وذلك بإقامة علاقات إنسانية جيدة.
3- إدارة الوقـت : تعتمد فعالية القائد على مدى قدرته على تحديد وقته , ومعرفة الجزء الضائع منه , وكيف يتصرف في حدود الجزء المتاح , ففعالية القائد في إدارة وقته تقتضي منه استخدام كل أو معظم وقته للعمل، وهو ما يتحقق من خلال الإدارة بالأهداف والرقابة الذاتية.
4- الإدارة بالأهـداف :يركز فيها القائد على المنجزات أكثر من تركيزه على شخصية المرؤوسين ، وجوهر عملية الإدارة بالأهداف تكمن في قدرة القائد ومهارته في وضع الأهداف وتحليل الإمكانيات الموجودة للتأكد من تحقيقها ويتطلب ذلك من القائد صياغة أهداف محددة وواضحة ، ممكنة التحقيق ومشرقة وجذابة ، مع إشراك الموظفين في وضع الأهداف .
5- إدارة التغيير :أصبحت القيادة في الإدارة الحديثة وخاصة غي المستويات العليا مرتبطة أكثر فأكثر بالتغيير ، ومن هنا أصبحت فعالية القائد في تحقيق مهام منصبه تعتمد بشكل أساسي على فعاليته في إدارة التغيير .
و ختمت السيدة جيهان هذه المحاضرة معتبرة ان المدير العصري و القائد الفعال هو الشخص القادر على تحديث أسلوب الإدارة و الإنتاج داخل مؤسسته و القادر على إحداث التغيير فيها عن طريق:
- تعزيز دور الموارد البشرية و استثمار المهارات الذهنية باعتبارها القوة الحقيقية في خلق الثروة و خلق القيمة المضافة العالية في مناخ اقتصادي جديد يرتكز على المعرفة و الابتكار التجديد.
- تعظيم الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة و الانفتاح عاى العالم الخارجي و فتح مجال الشراكة و اعتماد منظومة الجودة و الرقابة الحوكمية
- وجود رؤية بديلة عند القيادة الجديدة تعزز الاعتقاد عند العاملين بقدرتها على قيادة التغيير من خلال ما تتمتع به من سلطة ونفوذ حقيقي أو افتراضي .
عمر ذويب