صفاقس والقيروان في صدارة الأميين في تونس !!!
نشرت اليوم جريدة الصباح الأسبوعي خريطة الأميين في تونس حيث تتصدر كل من ولاية صفاقس والقيروان هرم المعدل الوطني لنسب الأمية بتونس البالغ 18.8 بالمائة من مجموع السكان سنة 2014 أي ما يفوق مليون و700 ألف أمي بالجمهورية التونسية حيث يبلغ عدد الأميين بولاية القيروان وهي أعلى نسبة 8.84 % وبصفاقس 7.67% تأتي في الترتيب الثاني من حيث ارتفاع نسب الأميين كل من ولاية تونس، بنزرت، جندوبة وسيدي بوزيد حيث تتراوح النسب بها بين 5 و7 % تليها في الترتيب ثلاث ولايات وهي كل من سوسة، باجة والمهدية بنسب تأرجحت بين 4 و5%.
أما بالنسبة لكلّ من ولاية أريانة، بن عروس، منوبة، زغوان، الكاف، سليانة، المنستير، القصرين، قابس، مدنين وقفصة فجاءت في المرتبة الثالثة بنسب تراوحت بين 2 و4 %. وسجّلت أدنى نسب للأمية تأرجحت بين 0.5 و2% بكلّ من توزر، قبلي وتطاوين.
أرقام صُنّفت بالمفزعة وإن تراجعت في السنوات الأخيرة مقارنة بنتائج التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2004 حيث بلغت نسبة الأميين 23.3 % أي ما يعادل مليون و890 ألف أمي.
قراءة هذه الإحصائيات تختلف إذا ما تمّ التطرق إلى نسب الأمية مقارنة بعدد سكان كل ولاية فنجد خمس ولايات على رأس هرم نسب الأمية وهي كل من جندوبة التي يُعدّ 27.5 % من سكانها أميين تليها في الترتيب ولاية القيروان 26.65 % ثم القصرين بنسبة تقارب 26.5 % وسيدي بوزيد بأكثر من 24%.
وتأتي في أدنى الهرم خمس ولايات أخرى وهي كلّ من بن عروس بنسبة 8.4 % وأريانة 8.9 % والمنستير بنسبة 9.3 % وتونس 9.14 % وسوسة 10.93%.
المثير في هذه الإحصائيات أنّ أكثر الأميين هم من الإناث حيث بلغ عددهن حوالي مليون و160 ألف أي ما يقارب 67.5% من المجموع الوطني. وأغلب الإناث الأميات هن من القيروان حيث تبلغ نسبتهنّ من مجموع سكان الولاية 17.38 %. تليها في الترتيب نساء ولاية صفاقس حيث يبلغ عددهنّ 99 ألفا و170 أي ما يعادل 9.5%.
وبالنسبة للذكور ترتفع نسبة الأميين في صفوفهم أيضا بكل من ولاية القيروان وصفاقس تليها ولاية جندوبة بعدد يقارب 37 ألفا و350 أميّا.
والمفزع أكثر في هذه الإحصائيات أنّ نسبة الأمية منتشرة لدى الفئة المصنفة بالفئة النشيطة والمتراوحة أعمارهم بين 20 و50 سنة، فمجموع الأميين في هذه الفئة يبلغ حوالي 759 ألفا و473 أميّا أي ما يفوق 44 % من المعدل الوطني..
وإذا ما دققنا أكثر في نتائج التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2014 نجد أن نسبة الأمية منتشرة لدى الفئة العمرية بين 50 و54 سنة و60 و64 بنسبة تفوق 10 % من مجموع الأميين تليها في الترتيب الفئة العمرية 45 و49 سنة بنسبة 9.74%.
الجدير بالتذكير أنّ نسب الأمية شهدت تراجعا تدريجيا منذ التسعينات وأيضا منذ الاستقلال ولكن تبقى هذهالإحصائيات مرتفعة جدّا، حيث أكّد رئيس ديوان وزير الشؤون الاجتماعية محمد بن عربية مؤخّرا خلال يوم دراسي حول «مشروع الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية والتعليم غير النظامي بتونس» أنّ نسبة الأمية في تونس تُعدّ نسبة مرتفعة جدّا، مشيرا إلى أن الدولة التونسية قد ضبطت إستراتيجية وطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار 2016 -2027.
وأضاف أن هذه النسبة تمثل عقبة للاندماج الاقتصادي والاجتماعي لهذه الفئة من الشعب التونسي وعقبة أيضا أمام نجاح المسار الانتقالي في تونس غير أنّ تخطي هذه العقبة يتطلب إيجاد الموارد البشرية والمادية الكافية والعمل المشترك بين جميع الأطراف المتدخلة في هذا الشأن من مؤسسات اقتصادية ومنظمات نسوية وحقوقية وغيرها.