هدى الكشو : هذه أسباب الأزمة المالية التي تمر بها “صفاقس عاصمة الثقافة العربية”
ذكرت المنسقة العامة للجنة التنفيذية لصفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 هدى الكشو أن الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها التظاهرة في الوقت الراهن، بسبب تأخر وزارة المالية في صرف اعتمادات الميزانية المرصودة لها، بلغت ذروتها وصارت تهدد وجودها وتنال من مصداقيتها.
وأوضحت المنسقة العامة في تصريح لمراسل (وات) بصفاقس يوم الأربعاء أنه تم إلى حد الآن صرف 3 ملايين دينار من أصل 30 مليون دينار أي 10 بالمائة من الميزانية العامة والحال أن التظاهرة تقدمت زمنيا فيما يتعلق ببرنامج الأنشطة الثقافية التي تستأثر بثلث الميزانية بما يفوق 60 بالمائة فيما لم تتقدم مشاريع البنية الأساسية، التي خصصت لها 20 مليون دينار، قيد أنملة.
وقالت هدى الكشو ان وزارة المالية وافقت على فتح اعتمادات بمليون دينار فقط وهو مبلغ لا يكفي حتى لخلاص ديون التظاهرة لدى المزودين ومسديي الخدمات والتي بلغت 1 مليون و300 ألف دينار إلى حد الآن مضيفة قولها ان حدة الأزمة قد تعصف بالتظاهرة التي صارت غير قادرة على إنجاز أي نشاط.
وأشارت إلى أن صفاقس استقبلت منذ بداية التظاهرة اكثر من 1500 ضيف أجنبي وعربي ما ساهم في دفع السياحة الثقافية في تونس إلى اقصى حد بحسب تعبيرها كما نجحت التظاهرة في إقامة عديد التظاهرات الثقافية والفنية الدولية التي أدخلت حركية كبيرة على الجهة.
وفضلا عن الصعوبات المالية الخانقة التي تعيشها في مستوى البرمجة الثقافية تعرف التظاهرة تعطلا وشللا في كل مشاريع البنية التحتية الثقافية المبرمجة والمصادق عليها من قبل الحكومة.
وتتمثل هذه المشاريع المقدرة اعتماداتها بعشرين مليون دينار في تحويل الكنيسة الكاثوليكية إلى مكتبة رقمية متعددة الاختصاصات وتهيئة شط القراقنة للأنشطة الثقافية والترفيهية والبيئية وترميم سور المدينة وإضاءته وتهيئة المدرسة الحسينية وفندق الحدادين.
كما تسبب غياب التمويل أيضا في تعطل مشروع “سر النوار” الذي كان المجلس الوزاري المنعقد في 26 ماي 2016 أذن بتخصيص مبلغ مليون دينار لإنجازه والمتمثل في تهيئة 17 مفترقا دائريا و5 حدائق عموميّة كان من المفروض تجهيزها قبل افتتاح التظاهرة.
وتعطل كذلك تمويل مشروع نشر 100 كتاب مرجعي حول صفاقس في إطار التشجيع على الإبداع الأدبي والفني بحسب ما أكده رضا بسباس عضو اللجنة التنفيذية المكلف بالنشر.
وفي ردها على سؤال يتعلق بموقفها من الحملة التي أطلقها عدد من نشطاء المجتمع المدني في صفاقس على شبكة التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تحت شعار “#سيب_فلوس_صفاقس_عاصمة الثقافة” حذرت المنسقة العامة للجنة التنفيذية للتظاهرة من خطر التراجع عن التعهدات المالية التي التزمت الحكومة التونسية بتوفيرها للجهة باعتبار ان ذلك من شأنه ان يقوض مصداقية الحكومة إزاء ولاية صفاقس وحتى خارج الوطن بالنظر الى الالتزامات التي تربط التظاهرة بعديد المثقفين والضيوف الأجانب في إطار التظاهرات الثقافية المرسمة في البرنامج والتي تتواصل الى نهاية شهر مارس 2017.
وكان وزير الثقافة محمد زين العابدين صرح للصحفيين في زيارته الى صفاقس بتاريخ 10 سبتمبر الفارط ان أموال ميزانية التظاهرة المقدرة بثلاثين مليون دينار موجودة وأن عملية التعهد المالي جارية بشكل عادي وأخذت بعين الاعتبار التغييرات الحاصلة في تصور مشروع المكتبة الرقمية الذي تغيرت كلفته من 9 الى 18 مليون دينار.
وينعكس شح الموارد الذي تعاني منه التظاهرة منذ مدة طويلة في إرباك عمليات التنظيم الخاصة بعدد من التظاهرات الثقافية فضلا عن تأزم العلاقة بين اللجنة التنفيذية وأصحاب المشاريع الثقافية والمزودين ومسدي الخدمات على غرار أصحاب النزل ووكلاء كراء وسائل النقل ومؤسسات التصميم والطباعة الذين صاروا يمتنعون عن مواصلة التعامل مع التظاهرة بسبب عجزها عن سداد الديون المتراكمة لفائدتهم بحسب تأكيد المنسقة العامة للتظاهرة.