إذاعة الديوان : إيجابية التعدد.. الامتياز للرياضة والأخبار ..السقوط في فخ “الراديو واب” وارد
إذاعة الديوان هي واحدة من إذاعتين خاصتين في صفاقس تحصلتا على التراخيص القانونية لإستغلال الذبذبات العمومية و نعني بالثانية إذاعة ” سيفاكس ” التي يبدو أن طموح أصحابها توقف عند حدود الرخصة . و الحق يقال أن مسألة الحصول على الرخصة بالنسبة للديوان لم تكن من السهولة بمكان بل تطلبت إعادة تقديم الملف مرات عدة بالاضافة الى دخول فريق عملها آنذاك في إعتصامات و احتجاجات للمطالبة برخصة البث.
بعد المرور بمراحل التحضير و مراحل البث التجريبي بالاعتماد على الموسيقى وحدها صار بإمكان المستمعين في صفاقس الاختيار بين إذاعتي قرب أي إذاعة صفاقس و إذاعة الديوان دون إعتبار باقي الإذاعات التي تبث من مناطق أخرى في الجمهورية و التي تلقى هي الأخرى صدى لدى المستمعين في صفاقس لكن التقييم هنا يجوز حصره فيما يعرف بإذاعات القرب لإشتغالهما المفترض على الجهوي بتفاصيله الدقيقة في مختلف المجالات و هنا يبقى التعدد الاذاعي ربما حافزا للمنافسة بين المؤسستين مع مراعاة خصوصية كل منهما فالأولى حكومية تسيرها نواميس محددة هي أقرب للطابع الرسمي و الثانية خاصة تبحث عن مستمعين يحبون النسق السريع في الحوارات و الأغاني و غيرها بالاضافة الى كونها تجعل من الربح المادي وسيلة لمواصلة العمل و هذا أمر مشروع.
بعد أسابيع قليلة من انطلاق البث المباشر يمكن القول بأن إذاعة الديوان قد نالت العلامة الكاملة في كل ما يتعلق بالرياضة من خلال التركيز الكلي تقريبا على جزئيات صغيرة داخل بيت النادي الرياضي الصفاقسي الجمعية الأهم في الجهة مما فتح الباب أمام إستقطاب جمهور كرة القدم في الجهة بالاضافة الى الاخبار الرياضية و النقل الرياضي بأصوات واعدة في التعليق و التحليل الرياضي و كذلك كان الشأن في قسم الأخبار فبالاضافة إلى الأصوات المميزة في التقديم فإن الأخبار المقدمة تكون بنسبة كبيرة محينة و مواكبة للجهوي و الوطني رغم العدد الصغير من المراسلين فإن التعويل على الامكانيات المتوسطة أثبت أن القادم أفضل لهذا القسم.
بالنسبة لباقي الأقسام فإن ما يحسب لها هو التعويل على أصوات شابة و جديدة في مجال الاعلام و لكن ما يعاب عليها ربما هو أن العمل بطريقة الاستوديو المفتوح هي طريقة ذات حدين حيث تعتمدها عدد من الاذاعات الخاصة في تونس و لكنها تقتضي في جميع الحالات وجود تأطير من خلال أسماء قادرة على المسك بزمام الأمور داخل الاستوديو أو خارجه و لعل التساهل في هذا يخلق نوعا من الارتجال في المواضيع داخل بعض الفقرات و هذا ما قد يسقط التجربة برمتها في ” الراديو واب ” أو إذاعات الانترنيت التي تتيح لصاحبها الحديث دون محدد و قد يأتي ما يشاء دون رقابة أو توجيه و لعل هذا يبدو جليا خصوصا في مسألة إختيار الأغاني حيث يعتبر فن المزود محترما بشرط أن لا يبث خلال الثامنة صباحا مثلما وقع و يقع في إذاعة الديوان بالاضافة الى أن الصياح و الرقص في الثامنة صباحا داخل الاستوديو و نقل ذلك مباشرة الى المستمع قد يكون مقبولا إلى حدود بشرط الانتباه الى نوعية الاغاني أو طريقة تقديم ذلك.
تبقى خوض هذه التجربة وحده نجاحا في ظل الرمال المتحركة التي يقف فوقها كل شيء في تونس و تبدو مؤشرات النجاح مرتفعة خصوصا أن هذه الاذاعة تعمل بشكل تفاعلي من خلال الاستماع للآراء و تعديل ما يعدل خصوصا ان الاسابيع القادمة ستعرف بلوغ ذبذبات إذاعة ” موزاييك ” ولاية صفاقس و هي الاذاعة المصنفة الأولى وطنيا من حيث معدلات الاستماع.
القراء يكتبون / فتحي الجريبي